صورة من مئات الصور المنتشرة عبر فضاء صحراء وحمادة تندوف، وبالتحديد في منطقة تعود إلى مرحلة ما قبل التاريخ، والصورة تعبر عن نقوش صخرية لحقبة زمنية خلت بتندوف، عمّر خلالها الإنسان القديم، وهي توجد إلى جانب الكثير من الشواهد التاريخية في حالة تدعو إلى الحماية والاهتمام، لاسيما وقد استفادت ولاية تندوف مؤخرا من حظيرة ولائية للآثار، وعليها مهمة التمشيط الواسعة. ولتجسيد ذلك لابد من الإستعانة بالأدلة وتحفيزهم للوقوف عند كل صخرة نقشت فيها رسومات للخيل والإبل والنعام، غير أن يد البشر أيضا بدأت تعبث بتلك المواقع المكشوفة على الهواء فتكتب عليها حروفا وكلمات تشوه طابعها القديم والأزلي. وقد التقينا مع بعض المهتمين بالآثار، وعبروا لنا عن الحالة المزرية التي تمر بها الآثار خاصة الصخرية والمنقوشة منها بمناطق ''لكحال'' و''شنشان'' على مسافة 600 كلم، لاسيما بواد النوامر بناحية لكحال وكدية لغنم، وهي تمثل مغارات مليئة بالآثار الغريبة، مع الإشارة إلى أن واد النوامر كموقع أثري وجدت على جنباته لوحات صخرية في غاية من الأهمية التاريخية نقشت عليها رسومات ودلالات وحروف أمازيغية. ومن بين الشبان الدين تحسروا لتلك الحالة التي آلت إليها تلك الآثار، نذكر مأمون علي الذي سبق له أن زار تلك المنطقة، فإنه يناشد كل الجهات قصد حمايتها باعتبارها جزءا هاما من الذاكرة الجماعية للمجتمع. وقد حان الوقت، على إثر تنصيب الفريق المكلف بحظيرة تندوف، للقيام بمخطط استعجالي لحماية ما يمكن حمايته من آثار تزداد تدهورا وضياعا باستمرار، رغم جهود مديرية الثقافة الرامية إلى التعريف ببعض المخزون الأثري عن طريق المطويات والأعمال التوثيقية الأخرى التي تعطي فكرة عن شواهد تاريخية وأثرية تمثل مكونات الذاكرة الجماعية للسكان• علي سالم