من حق مصر الآن أن تقاضينا أو تشتكينا للفيفا، لأن فوزنا لم يكن نظيفا. فبعد ما تداولته إحدى الصحف الصفراء من أخبار حول مرقي الفريق الوطني، ها هو هذا المرقي (ليس مرقيا عقاريا) يصبح حقيقة ويطلع في التلفزيونات. بلحمر، الذي نعرف أنه اسم عفريت، هو إنسان بلحمه وشحمه طلع في قناة أبو ظبي في حصة ''المدار''، وقال بعظمة لسانه إنه هو من حقق الفوز للفريق الوطني! هو من رقى عنتر يحيى وشاوشي! وربما أيضا الشباك الذي لم يتلق الكرة! وربما لهذا ضرب عنتر يحيى الكرة ''أين يسكن الشيطان''، فهو رأى الشيطان وفق الخريطة التي أعطاه إياها المرقي! يا للعار! لماذا تركنا إذاً أعصاب روراوة تحترق غيظا، وتركنا عناصر الفريق عرضة للضرب؟ لماذا خسرنا الطائرات التي تنقلت إلى الخرطوم والجماهير التي سافرت لا زاد لها سوى حبها لفريقها؟! لماذا خسرنا الأموال، وأجهدنا أنفسنا وتركنا قوات الأمن تعيش أوقات عصيبة طيلة أيام، مادام هناك مرق بإمكانه تحقيق الفوز؟! على سعدان أن يعود فورا من معسكر الخضر في لوكاستولي، أين أجبر اللاعبين على التدريب في جو بارد، مادام المرقي هو الذي يحقق لنا النصر.. مهزلة، بل مطبة أوقعه فيها تلفزيون أبو ظبي، وليس مستبعدا أن تكون خطة مصرية لتتفيه الجزائريين لغرض الإنقاص من الفوز الذي حققه الخضر. ولأن بلحمر أو بلزرق هو تاجر بالدرجة الأولى، ظن نفسه أنه سيحقق لنفسه الشهرة وتثمر تجارته مثلما فعل مع الجريدة الصفراء التي تبنت فوز الفريق! بلحمر، مثلما يقدم نفسه، هو رئيس جمعية بشائر الشفاء الجزائرية، ومادام قادر على قهر الفراعنة، فهو بالتأكيد قادر على قهر أنفلونزا الخنازير التي تفتك بالجزائريين، وقتلت منهم 46 شخصا حتى الآن، فلماذا لا يلقى علينا بسره وبرهانه ويحمينا من الوباء، الذي يبدو أن اللقاح لن ينفع معه؟ لماذا لا ينقل بطائرة مروحية فوق مدننا ويقرأ علينا ''زابوره'' ليحمينا من هذا الوباء الفتاك، وهو بهذا سيصون ليس الأرواح فقط، وإنما أيضا ''الدوفيز''، ملايين الأورو، ذهبت هباء بين المخابر والجيوب المشرفة على الصفقة.. أليس هو رئيس جمعية بشائر الشفاء!! هذا هو حظنا يا جزائر، ندوس على رقاب العلماء والأساتذة وننشر البؤس في الجامعات، ونبجل الدجالين والمنافقين والمجانين!!