. ضعف أداء التشكيلة الوطنية ليس لديه علاقة بغياب عنتر يحيى الدفاع يتحمّل القدر الكبير من مسؤولية الهزيمة أمام مالاوي الانهزام على يد منتخب قوي كان أرحم لنا من هزيمة مالاوي غياب العامل الذهني أحد أسباب غياب الانسجام بين اللاعبين أصبح المنتخب الوطني، حسب عبد الرحمان مهداوي، مجبرا على تحقيق الفوز في اللقاءين القادمين أمام مالي وأنغولا، إذا ما أرد حفظ ماء وجهه واستدراك الهزيمة المذلة التي مني بها أمام منتخب متواضع يدعى مالاوي في نهائيات أمم إفريقيا، الجارية فعالياتها في أنغولا· وأكد المدرب السابق للمنتخب الوطني عبد الرحمان مهداوي في حواره ل''الفجر'' أن المدرب الوطني رابح سعدان مطالب بقراءة الأخطاء الجسيمة المرتكبة خاصة في الدفاع، والعمل على تفاديها ضد المنافسين القادمين· تفاجأت بأداء ''الخضر'' ضد منتخب مالاوي مثل كل الجزائريين، أليس كذلك؟ بلى، لأننا كنا نطمح للظهور بمستوى راق، خلال نهائيات أمم إفريقيا، تليق بمستوى المنتخب الوطني المتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، على حساب المنتخب المصري بطل إفريقيا في النسختين السابقتين· لكن كرة القدم طالما حملت مفاجآت من هذا النوع، لأنها ليست علما دقيقا، والفريق الذي يكون الأحسن فوق الميدان، لديه الحظوظ في الفوز، رغم جميع الحسابات والمعطيات· ولسوء الحظ أن الجزائر كانت ضحية هذه المرة، وأمام فريق جد متواضع، سجل عودته إلى المنافسة الإفريقية بعد غياب طويل· لكن خسارتنا بثلاثية نظيفة أمر لا يحتمل، ما رأيك؟ بالفعل، لأننا لو انهزمنا على يد منتخب قوي كالكاميرون أو كوت ديفوار أو نيجيريا لكان الأمر سهل تقبّله، لكن ضد مالاوي، فهذا أمر صعب· وأنا شخصيا ذهلت للأداء الهزيل للخضر، فكل ما تطلعنا إليه محاه مالاوي، بضربة جد موجعة أطفأت نور المنتخب الوطني، الذي استقبل قبل أشهر استقبال الأبطال، ولكن يجب علينا ألا نفقد الأمل ونتفاءل خيرا، لعلى وعسى أن ينتفض ''الخضر'' في باقي المواجهات المقبلة· سعدان استاء كثيرا من هاجسي الرطوبة العالية والحرارة الشديدة، فهل هذه الأسباب كافية لتبرير هزيمة بهذا الحجم؟ بدون شك أن اللاعبين الجزائريين تأثروا كثيرا بالرطوبة العالية والحرارة الشديدة، التي سادت أثناء مباراة مالاوي التي لعبت بعد الظهيرة، إلا أن تحجج المدرب الوطني بهذين السببين، ليس كافيا، لتبرير خسارة قاسية، لم يتوقعها أحد، وربما أن هناك أسبابا قاهرة، يمكن أن تكون خفية، كانت وراء الظهور الغريب لأغلب اللاعبين، الذين كانوا بعيدين كل البعد عن مستوياتهم المعهودة، وهو الأمر الذي يبقي السؤال مطروحا، وربما الأيام القادمة قد تكشف عن حقيقة الأمر· أنت كمدرب، ما هي الحلول التي تقترحها على سعدان في لقاءي مالي وأنغولا؟ قانون الكرة يقول: إذا تلقيت خسارة، فما عليك إلا تغيير التشكيلة· وهذا ما يجب على سعدان القيام به كونه المسؤول الأول والأخير على أداء المنتخب الوطني فوق الميدان· وحسب رأيي الخاص، فالإشكال أمام منتخب مالاوي، كان متمثلا في خط الدفاع، أي التمسنا غيابا كاملا للانسجام بين المدافعين· فالهدف الأول والثالث كان سببه نقص التنسيق بين بوفرة، زاوي وحليش، وصولا إلى الحارس شاوشي الذي يتحمل هو الآخر قدره من المسؤولية· أما عن القاطرة الأمامية، فكنا أجدر ببناء الفرص وصنع بعض المحاولات من البداية، لكن الفعالية كانت غائبة، شأنها في ذلك شأن الرابط بين الوسط والهجوم· معنى ذلك أن غياب المدافع عنتر يحيى له أثره أيضا على أداء التشكيلة الوطنية؟ لم أقصد ذلك، فغياب لاعب واحد عن أي فريق، لا يعيق سير فريق كامل، وأعني أنه ليس هناك ضرورة للحكم على غياب عنتر يحيى باعتباره المشكل الوحيد، لأنني شخصيا لم أر أي تناسق بين المدافعين، وهو الشيء الذي لم نشهده عند منتخب مالاوي، الذي كان أكثر تنظيما فوق الميدان وعرف كيف ينتهز فرصة غياب الإرادة عند ''الخضر'' وتلاشي كيان التشكيلة، ليجد سهولة كبيرة في الوصول إلى شباك الحارس شاوشي للتسجيل في ثلاث مناسبات كاملة· كثير من التقنيين انتقدوا طريقة سعدان، وتفاجأوا لإشراكه صايفي المصاب كأساسي، في وقت أبقى لموشية وزياية في دكة الاحتياط؟ كل مدرب له طريقته وظروفه في اختيار التشكيلة الأنسب في كل مواجهة· لذلك يصعب على أي شخص اقتراح لاعبين أو لوم المدرب على اختيار قائمة اللاعبين· وأنا مثلكم تفاجأت بدخول لاعب نادي الخور القطري أساسيا منذ البداية، بالرغم أن سعدان كان يصرح في كل مرة، عن استحالة مشاركته ومغني لاعب لازيو روما الإيطالي من الوهلة الأولى للقاء، وهو الأمر الذي ترك الكثيرين ينتقدون سعدان ويحملوه مسؤولية الخسارة، ونفس الشيء بالنسبة للاعبين لموشية وزياية، اللذان كانا الأحسن بدنيا، ضف إلى ذلك خبرتهم في مثل هذه الظروف المناخية مع فريق وفاق سطيف، لذلك فإن سعدان مجبر على قراءة حساباته من جديد، خاصة وأن المواجهتين القادمتين، مصيريتين وأي تعثر آخر يعني عودتهم إلى الجزائر· وأيضا··· إذا تكلمنا عن الجانب الفني، فهذا لا ينسينا العامل الذهني، الذي كان أحد العوامل السلبية في التشكيلة، حيث افتقدنا للتفكير عند ''الخضر''، ولمسنا حرية مفرطة عند لاعبينا، حيث افتقروا لعامل الذكاء، مما كلفهم تلقي أهداف جاءت معظمها، بعد ارتكاب أخطاء بدائية في الدفاع، لذلك أنصح سعدان بالجلوس مع لاعبيه وتزويدهم بالتعليمات الخاصة بالعامل الذهني وضرورة التناسق بين أفكار اللاعبين فوق الميدان· هل من إضافات أخرى؟ أريد أن أوجه رسالة إلى جميع القائمين على المنتخب الوطني، من رئيس الفاف إلى الطاقم الفني والطبي واللاعبين، وذلك بالوقوف على كل صغيرة وكبيرة خلال الساعات المتبقية قبل لقاء مالي، ودراسة جميع الأمور الداخلية في الفريق، والتي ربما يكون لها دخل في نكسة مالاوي· في نفس الوقت، لا أزال واثقا في قدرات لاعبينا، ليكونوا في المستوى ضد مالي وأنغولا، ويبرهنوا أن ما حدث ضد مالاوي كان سحابة عابرة لا سواها·