خيب المنتخب الوطني أمسية الاثنين الفارط آمال الجمهور الجزائري الغفير بعد الخسارة المذلة أمام منتخب متواضع اسمه مالاوي، وهي الهزيمة التي جاءت بعد الثقة التي وضعها الجمهور في رفقاء زياني بعد الانتفاضة في ملعب الخرطوم، والتي جسدت أن حالة المنتخب ليست على ما يرام وأن الطاقم الفني مطالب بوضع الوصفة المناسبة قبل فوات الأوان خاصة أن الجرح يبدو عميقا بعد السهولة التي وجدها رفقاء مهاجم المريخ السوداني راسل في الوصول إلى شباك الحارس شاوشي، وفي غياب رد فعل حقيقي كان العقم وغياب اللمسة الأخيرة وراء عدم تجسيد الفرص المتاحة، والأكيد أن المدرب الوطني قد تأكد بعد هذه الخسارة المذلة أنه أخطأ في بعض الخيارات التي أعتمدها سواء فيما يتعلق برسم التعداد الأساسي أو الخطة المنتهجة، كما أظهرت المباراة عدم تركيز المدرب الوطني علي الجانب النفسي بعد أن دخل اللاعبون فائزون بنتيجة المباراة قبل بدايتها مستصغرين المنافس من دون أي اعتبار له، ناهيك عن الأخطاء التكتيكية العديدة التي اعترف المدرب الوطني بها بعد الخسارة. عقلية ستاد الخرطوم أكلها الدلال ومفاوضات الأموال لم يكن أحد يتوقع الخطر الذي يحدق بالمنتخب الوطني رغم الخسارة لو أظهر رفقاء صايفي نوعا من الروح القتالية والإرادة والإصرار والتي كانت غائبة تماما طيلة فترات هذه المباراة، لكن أن يحضر الجمهور ويشاهد بأم عينيه التهاون وصور الاستسلام يصبح من الضروري دق ناقوس الخطر والجميع يتساءل أين ذهبت عقلية ستاد الخرطوم حيث فأجا يبدة، عنتر يحيى والبقية كل العالم؟ لكن ومنذ تلك المباراة دخل اللاعبون في جولات من المفاوضات حول منحة التأهل إلى كأس العالم ومنح التأهلإالى الدور الثاني من دورة انغولا ومفاوضات الومضات الإشهارية، لينشغل الجميع عن التركيز عن مسؤولياته داخل أرضية الميدان. المنتخب فاز أمام زامبيا وسط رطوبة جد عالية لم يجد المدرب الوطني صعوبة خلال الندوة الصحفية التي عقدها في نهاية مواجهة الذل في إيجاد مبررات الخسارة التي أرجعها للرطوبة العالية والحرارة، والكارثة أن حتى غالبية عناصر التشكيلة قدموا نفس التفسيرات ونسي الجميع أن نفس التشكيلة عادت بالفوز من زامبيا لحساب التصفيات وفي ظروف مناخية أصعب ودرجة رطوبة أعلى من التي عرفتها العاصمة لواندا وحتى توقيت المباراة كان نفسه، ليتأكد أن المدرب سعدان راح ضحية خياراته وليس امرا آخرا. واقعية تشكيلة محلية تقهر تبجح تشكيلة محترفة كما كانت هذه المواجهة درسا في الواقعية أعطاه المنتخب المالاوي للمنتخب الجزائري، ويكفي أن كل عناصر تشكيلة مالاوي تلعب في بطولات هاوية بين بطولة مالاوي، جنوب افريقيا، انغولا والسودان والتي دخلت المباراة وفرضت طريقة لعبها بفضل التركيز والواقعية وحسن التنظيم في مواجهة تشكيلة دخلت فائزة بنقاط المباراة قبل انطلاقها حيث لم يظهر أثر للاعبينا الكبار الذين تاهوا في ارضية الميدان وسط جدية المالاويين، ويبدو ان التبجح لم يجد نفعا. سعدان يتحمل مسؤولية خياراته.. أقحم صايفي الذي تدرب 3 حصص ويرفع شعار الأكثر استعدادا وتبقى هذه الخسارة المذلة يتحمل مسؤوليتها المدرب الوطني رابح سعدان بمفرده سواء فيما يتعلق بخياراته في التربص الذي أقامته التشكيلة في فرنسا وفي مناخ مغاير تماما، أو فيما يتعلق بخياراته في رسم التشكيلة الأساسية من خلال المفاجآت التي حضرها للجمهور من خلال إشراك المهاجم صايفي في التعداد الأساسي الذي اكتفى بالمشاركة في 3 حصص فقط في الوقت الذي وضع المهاجم زياية أو بوعزة في الاحتياط رغم حضوره طيلة 12 يوما من دون انقطاع الى التدريبات خلال التربص يحدث هذا رغم أن المدرب يرفع شعار إقحام العناصر الأكثر جاهزية من خلال التصريحات التي أطلقها. وكان الخط الدفاعي أكثر الخطوط ضعفا خلال مباراة امسية الاثنين الفارط من خلال الأخطاء البدائية التي تفنن عناصر الدفاع في ارتكابها طيلة المباراة حيث تسبب في خطأين تافهين مكنا المنافس من الوصول الى شباك الحارس بداية بخطإ مدافع في مستوى بوقرة عندما أخطأ في تنفيذ خطة التسلل ثم عدم تفاهم مع الحارس شاوشي استغله مهاجم المريخ السوداني راسل ويوقع الهدف الاول، ثم خطأ في المراقبة من قبل المحور ليضيف راسل الهدف الثاني له مؤكدا تفوقه علي الدفاع الجزائري الذي عبث به طيلة اللقاء ولولا الإصابة التي عجلت بمغادرته أرضية الميدان لفعل ماشاء، وقد جاء هذا التراجع الرهيب لمستوى الدفاع ليكشف الوجه الحقيقي للخط الهجومي والعقم الذي مازال يلاحق صايفي، غزال، زياني بعد الفرص العديدة التي ضيعوها.