دعا عبد العزيز زياري رئيسُ المجلس الشعبي الوطني، وبتفويض من رئيس الجمهورية، جمهورية الفيتنام الشعبية للانضمام إلى سعي الجزائر لإنشاء جبهة دولية تضم المستعمرات الفرنسية السابقة للمطالبة بالتعويض والاعتراف بجرائم الاستعمار، وهو مسعى يرد بطريقة عملية على إصرار باريس على الإشادة بالاستعمار وتمجيده من خلال الممارسة والتشريع، كما يترجم مدى تمسك الجزائر بمطلب الاعتراف والتعويض· وتزامنت دعوة زياري المرفوق بوفد برلماني هام منهم رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي ميلود شرفي، وأعضاء من لجنة الشؤون الخارجية والجالية، مع الاستعداد الذي تبديه الجزائر للرد على تحركات الحكومة الفرنسية الراعية للفكر الاستعماري، خاصة بعد الحملة التي قادتها نهاية السنة المنصرمة، من خلال إنشائها أكاديمية لتبييض جرائم الاستعمار، بالإضافة إلى إقامة نصب تذكاري للحركى، وهو ما اعتبرته الجزائر إهانة وتمجيدا صريحا للاستعمار، ومن بين أهم الردود التي سجلتها الجزائر، الإعداد لمشروع خاص بتجريم الاستعمار الفرنسي والتنديد به من المنتظر أن يفرج عنه قريبا، والذي جاء بعد إصرار السلطات العمومية على مطالبة باريس بالاعتراف بجرائم الاستعمار والتعويض كشرط لتطبيع العلاقات الثنائية· ويذكر أن دعوة رئيس المجلس الشعبي الوطني المتعلقة بإنشاء جبهة للمستعمرات الفرنسية القديمة الأولى من نوعها، حيث لم تصدر عن الحكومة الجزائرية بصفة رسمية دعوة صريحة في هذا الصدد، حيث تحرك المجتمع المدني بإنشاء مؤسسة لحماية الذاكرة من النسيان، أسس لها حقوقيون وسياسيون ومهتمون بتاريخ البلاد، وناشطون في الأسرة الثورية، حيث عمل هؤلاء على توسيع نشاطهم ليشمل كل مستعمرات القارة السمراء وكذا فعاليات المجتمع المدني الفرنسي المتضامن· تجدر الإشارة إلى أن جمهورية الفيتنام، تعد من بين المستعمرات الفرنسية التي تكبدت العديد من الخسائر البشرية والمادية خلال حربها التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي، حيث تعتبر معركة ''ديان بيان فو'' أشهر معاركها، التي وقعت اعتراف فرنسا الاستعمارية بالهزيمة، حيث لقنت خلالها الجيش الفرنسي درسا في الوطنية والكفاح من أجل التحرر، وألحقت به هزيمة نكراء اضطرتها لاحقا للانسحاب من الأراضي الفتنامية·