مصر الشقيقة منزعجة من الإجراءات التي اتخذتها الجزائر بخصوص الواردات المصرية إلى الجزائر، ومصر تريد الساحة العربية سوقا لمنتجات مصر باسم العروبة·· كما هي الآن سوق للمنتجات الثقافية المصرية باسم العروبة أيضا! وليس هناك غضاضة إذا استوردت مصر السلع الإسرائيلية وعلّبتها ثم صدّرتها إلى الجزائر باسم العروبة؟! أليست مصر قائدة العرب؟! باسم العروبة واسم مصر الكبيرة في العرب تقرر ما تشاء للعرب·· قررت مصر السادات بيع فلسطين بتحرير سيناء من إسرائيل·· ولا أحد يسأل مصر الكبيرة، مصر القائدة، مصر المحورية عما تفعل؟! وهم، أي العرب، يسألون؟! وباسم ذات المبررات قامت مصر وعبر الجامعة العربية التي تسيطر عليها كما تسيطر أمريكا على الأممالمتحدة·· قامت مصر بالمشاركة في تدمير العراق·· قادت مصر العرب تحت لواء أمريكا بتحطيم العراق في تجمع حفر الباطن! وباسم ذات المبررات أيدت مصر إسرائيل في الهجوم على لبنان·· وباسم مصر الدولة الكبرى المحورية قامت مصر بمساعدة إسرائيل وجماعة فلسطين في رام الله في الهجوم على غزة·· وتواصل اليوم الحصار بصورة ألعن مما تمارسه إسرائيل·· ومصر لا تسأل عما تفعل لأنها دولة كبيرة ومحورية! ألم يزرها أوباما ويعلق على صدرها وسام التمثيل للعالم العربي والإسلامي·· وبلا منازع!؟ فمن هي هذه الجزائر التي تهزم مصر في الكرة ولا تختشي·· ومصر دولة محورية اعترفت أمريكا وإسرائيل بمحوريتها؟! ومن هي هذه الجزائر التي تجمد سريان اتفاقية التجارة الحرة المصرية في الوطن العربي بحجة أن السلع إسرائيلية وليست مصرية! وإذا أرادت الجزائر أن تشتري السلع الإسرائيلية فلها أن تشتيرها من إسرائيل مباشرة أو من أوروبا وليس من إسرائيل عبر مصر؟! حتى ساوريس الذي حول من الجزائر في 5 سنوات إلى بلاده ما لا يقل عن 3 مليارات دولار صافية باع بها كلام الجزائريين للجزائريين عبر شبكة الهاتف النقال جيزي! وهي ''جياحة'' جزائرية ليس بعدها جياحة في الاقتصاد! حتى هذا الساوريس لم يعجب حال الجزائر وهي تقول له ادفع ما عليك من الضرائب؟! نعم منذ أن أدخلت أمريكا وإسرائيل في الساسة المصريين فكرة أنهم دولة محورية في المنطقة ويمكن أن يستفاد من تمثيل المنطقة في إصلاح الأممالمتحدة المرتقب·· منذ أن حدث ذلك والمصريون يتصرفون بعنهجية مع العرب ومع إيران وتركيا ومع الأفارقة·· لكن حظهم في الاتجار بهذه لن يكون أحسن حالا من حظهم في الاتجار بالعروبة طوال ال70 سنة الماضية! ومتى كان المصريون يفهمون حركة التاريخ مثل الأتراك أو الإيرانيين؟! ولو فهم المصريون حركة التاريخ مرة واحدة طوال 70 سنة الماضية لما كان حالهم وحال العروبة هذه الحال!