^ يواجه قطاع الصحة بولاية عنابة مشاكل بالجملة في تجسيد الإستراتيجية الوطنية المتمثلة في الصحة الجوارية، لاسيما ما تعلق بفتح عيادات الولاية على مستوى قرى ومداشر المناطق الريفية، وهذا بسبب العجز الكبيرالذي يعرفه القطاع في القابلات الذي يقدر بالعشرات على اعتبار أن مصالح الولادة التي تتوفر عليها المستشفيات الأربعة لا يزال يعاني من غياب شبه كلي لأهم التخصصات، ناهيك عن نقص الأطباء والقابلات المختصين في أمراض النساء. هذا العجز أدى إلى تزايد عدد الوفيات في وسط النساء الحوامل بناء على أرقام مستمدة من مصالح مديرية الصحة بالولاية، والتي بلغت خلال سنة 2009 نحو 150 امرأة ورضيع. يحدث هذا أمام نقص الإجراءات العلاجية، بالإضافة إلى غياب مقومات الخدمة الصحية الأخرى. وحسب بعض القابلات فإن نسبة الوفيات تكون مرتفعة بالمناطق الريفية، حيث تجد المرأة الحامل صعوبة في التنقل إلى المستشفى الجامعي ابن رشد عند الولادة المستعصية إلى جانب النقص المسجل في مردود نشاطات الولادات الريفية، نظرا لعدم الإقبال من طرف السكان عليها لقربها من الولادات الحضرية الأخرى الأمر الذي أدى إلى تكثيف نشاط هذه الأخيرة، مما زاد من طاقتها وهو ما أفرز نوعا من عدم الرعاية بالشكل المفترض وجوده، بالإضافة إلى تبريرات القائمين على القطاع دائما بالنقص الفادح الذي يسجل فيسلك القابلات، بالإضافة أن هناك حالة للتوزيع غير العقلاني لهن رغم تشابه مردودية النشاط من عيادة لأخرى والتباين واضح، فعيادة بها أربعة و أخرى واحدة فقط. والمثير للغرابة أن سجل هذه العيادات قريبة من بعضها البعض، كما هو الحال مثلا بالنسبة لتقارب المسافة بين عيادتي الحجار والبوني، في حين تظل بعض المناطق المعزولة كبلدية التريعات محرومة من الخدمات الضرورية نظرا لتضاريسها الصعبة التي لا تتمكن في الحالات الطارئة من الوصول إلى المستشفى في الوقت المحدد، علما أن الهيكل موجود ومجهز ويبقى فقط دخوله مرحلة الاستغلال وإنهاء معاناة العشرات من النساء الحوامل به. وعلى صعيد آخر خلال زيارتنا لبعض العيادات الخاصة بالولادة، لاحظنا أن هناك حاضنات على مستوى عدد من الولادات الريفية بدون استغلال. وحسب القائمين على القطاع برروا ذلك بعدم وجود طبيب مختص في هذه الأخيرة وتقرير لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الشعبي الولائي، يؤكد أن مختلف مصالح الولادة الحضرية والريفية وبولاية عنابة سجلت في مجملها 9 آلاف ولادة خلال السداسي الأخير. للإشارة حاولنا الاتصال بمديرية الصحة لنقل انشغالات بعض الحوامل إلا أنه تعذر علينا ذلك.