يبدو أن محاولات تحسين خدمات البريد وعصرنته على المستوى الوطني لم تؤد إلى تحسين الخدمات المقدمة لمواطني جيجل بالشكل اللازم، إذ يشتكي المواطنون، منذ مدة غير قصيرة، من مشاكل جمة مع البريد بسبب الترميمات الجارية على مستوى مركزي جيجل والميلية، إضافة إلى الصعوبات التي تواجههم عند سحب أموالهم جراء افتقارهم للصكوك البريدية، إذ ينتظرون عدة أشهر للحصول عليها عكس ما كان يحدث في السابق. وفي هذا السياق، أوضح لنا عديد المواطنين ممن وجدناهم يشكلون طابورا كبيرا في مركز الميلية بأنهم تحصلوا على صكوكهم بعد مرور 6 أشهر على تقديم الطلب لإدارة المركز، كما أنه من بين ما يميز المركز الوحيد لذات المدينة، التي تحتضن أكثر من 100 ألف نسمة، الاحتجاجات اليومية على إدارة المركز، إما بسبب تأخر صكوك المواطنين أو بسبب تعطل أجهزة السحب الآلي وعدم تشغيلها في معظم الأحيان، وهو ما يجعل وجودها لمجرد الديكور ليس إلا، وحتى بالنسبة للصكوك البريدية الخاصة بالنجدة يستلزم السحب بواسطتها إحضار المواطن لبطاقته المغناطيسية. أما الطامة الكبرى التي تميز المراكز البريدية بجيجل، وخاصة مركز الميلية ومراكز عاصمة الولاية، فتتعلق بضيقها رغم أنها تستقطب ما يقارب 70 بالمائة من مواطني الولاية، ويكفي أن نشير إلى أن بريد الميلية يستقطب زبائنه من أغلب البلديات الشرقية للولاية، ونخص بالذكر العنصر وسيدي معروف وأولاد يحيى وغبالة وسطارة وأولاد رابح، إضافة إلى بلديات مجاورة تابعة لولايات أخرى، على غرار عين قشرة بسكيكدة والشيقارة بميلة، مع العلم أن إقبال العديد من المواطنين على مركز الميلية مرده، حسب ما قيل لنا من مصادر مسؤولة، توقف المراكز المتواجدة بالبلديات النائية عن دفع الأموال بقرار وزاري.