نظمت الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، أمس، ملتقى حول الأمن في الملاعب بمشاركة خبراء من الاتحادية الإنجليزية لكرة القدم بفندق ”الهيلتون” بالجزائر العاصمة وحضره محمد مشرارة، نائب رئيس الاتحادية ورئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم، كما عرفت الجلسة حضور ممثل عن وزارة الشباب والرياضة اللقاء، على أهميته، عرف غياب المعنيين من رؤساء النوادي وكذا بعض مديري الملاعب، الأمر الذي لم يكن منتظرا. في المقابل، حضر ممثل عن وزارة الشبيبة والرياضة وممثلين عن لجنة القطاعات للمديرية العامة للأمن الوطني، إضافة إلى بعض ممثلي الدرك الوطني والفاف، كما سجلنا حضور ثلاثة رؤساء لأندية معروفة في القسمين الأول والثاني وهم رئيس فريق شباب بلوزداد، محمد قرباج ورئيس مولودية باتنة، زيداني وأيضا رئيس فريق رائد القبة، مشري سفيان، رغم أن الأمر يتعلق بأخذ نظرة شاملة عن كيفية التعامل مع الجماهير في الملعب والحد من ظاهرة العنف.الملتقى، الذي يختتم ظهيرة اليوم، عرف في يومه الأول تنظيم ورشات تتعلق بكيفية توفير الأمن داخل وفي محيط الملعب. وشمل البرنامج أيضا عرض ودراسة التجربة التي انتهجتها إنجلترا في هذا الإطار؛ حيث قام السيد كريس والي وهو مدير الأمن في الملاعب البريطانية بشرح كيفية التعامل مع الجماهير وتنظيمه سواء في الميدان أو بالمدرجات لضمان السير الحسن للمواجهة وإبقائها في إطارها الرياضي الترفيهي والتشويقي. في حين عرض مواطنه براين دراو، المنهجية الواجب اتباعها لتنظيم الجماهير وتوفير الإمكانيات التي تساهم في ضمان الأمن داخل الملاعب، مستشهدا بما قامت به إنجلترا في هذا المجال خلال العشرين عاما الأخيرة؛ إذ أضحت الدورات الإنجليزية الأمتع والأكثر متابعة في العالم. توفيق. و
مدير الوحدة البريطانية لفرض الأمن في الملاعب، براين دراو ”لدينا فكرة عما يحدث في الملاعب الجزائرية”
عرض براين دراو الاستراتيجية البريطانية في فرض الأمن والحماية داخل الملاعب، حيث أكد أن ما شهدته العديد من الميادين من أحداث مؤسفة ومقتل العشرات من الأنصار هو ما حتم عليهم الشروع في العمل الجاد لتصحيح الصورة التي شوهتها بعض الجماهير والمشجعين عن كرة القدم في إنجلترا. وأضاف دراو ”يعد العنف في الملاعب مشكلا عالميا وليس في بريطانيا فقط، ولكننا بذلنا جهدا جبارا للحد من هذه الظاهرة والقضاء عليها نهائيا في ملاعبنا، وأول ما فكرنا فيه هو وضع استراتيجية محكمة نسير وفقها للوصول إلى هدفنا المسطر. كما لعبت السلطات في إنجلترا دورا هاما في هذا المجال سابقا وحاليا وهو ما سمح باندثار العنف في الميادين الإنجليزية في السنوات القليلة الماضية بفضل العمل المتواصل، ونحن نسعى من أجل مشاطرة تجربتنا هذه مع العديد من الدول الأخرى على غرار الجزائر؛ حيث اطلعنا وأخذنا نظرة عامة حول الأوضاع التي تعيشها الملاعب هنا قبل أن نشرع في طرح الأفكار وورشات العمل”. كما أكد نفس المتحدث أن الأمر يتطلب توفر العديد من الإمكانيات، خاصة العمل موازاة مع الشرطة وأعوان الملعب في الميادين؛ حيث يتوجب تكوينهم قبل أن يتم إدماجهم في العمل الميداني وهذا لحصد نتائج أفضل في المستقبل. وأضاف ”ننتهج استراتيجية محكمة في مجال توفير الأمن وفرضه في الميادين وهذا بتكوين الأشخاص الذين تتوفر فيهم الشروط اللازمة ليكونوا أعوان ملاعب، كما يتطلبه الأمر، حيث يتم تكوينهم لمدة عام كامل يتلقون فيه كل ما يلزمهم من تطبيقات نظرية وعملية قبل أن يتم توجيههم إلى العمل الميداني الفعلي، وأنا على يقين بأن تعاون الجميع سيكون له أثر إيجابي لتكرار تجربتنا”. توفيق. و
مدير الأمن في الملاعب البريطانية كريس والي ”على الجميع التعاون من أجل توفير الأمن في الملاعب”
استهل السيد كريس والي مداخلته في هذا الملتقى بالحديث عن التجربة التي خاضتها الهيئات الإنجليزية في العشرين سنة الأخيرة من أجل إعادة النظام وفرض الأمن في جميع الملاعب والميادين الكروية. وأكد أن الأحداث التي عرفتها بعض اللقاءات الكبيرة وما تبعها من عقوبات على الكرة الإنجليزية جعلتهم يدقون ناقوس الخطر، مضيفا: ”لقد تنقلنا عبر العديد من الأماكن في العالم سواء في أمريكا الجنوبية أو في أوروبا للحديث عن قضية العنف وغياب الأمن في ميادين كرة القدم، وهذه المرة الأولى التي نحط فيها الرحال بإفريقيا عامة وفي الجزائر بشكل خاص. نحن هنا من أجل المساعدة في القضاء على العنف في الملاعب وشرح كيفية تنظيم الجماهير وتوفير الأمن داخل الميدان أو خارجه. لقد عانت كرة القدم الإنجليزية كثيرا في الفترة الممتدة من ستينيات إلى ثمانينيات القرن الماضي، حيث تعرضت فيها للعديد من العقوبات على غرار ما حدث في المباراة الشهيرة بين ليفربول وجوفنتوس في بروكسل، التي راح ضحيتها أكثر من 38 مناصرا وحرمت الكرة الإنجليزية من المشاركة القارية قرابة خمس سنوات. كان الشباب يقصد الملاعب من أجل العنف والتشاجر وهو ما أثر سلبا على جل اللقاءات حينها”.كما شرح السيد والي كريس المنهجية التي تم الاعتماد عليها من طرف السلطات البريطانية من أجل تنظيم الأمور والتحكم فيها وإحداث تغيير جذري: ”كان يجب تغيير الأمور إلى الأحسن وفي أقرب الأوقات وهو ما دفع بالسلطات في إنجلترا إلى اتخاذ التدابير اللازمة وتوفير الإمكانيات لبلوغ الأهداف المسطرة؛ إذ قمنا بإعادة هيكلة العديد من الملاعب وبناء أخرى وتم إنشاء أكثر من 30 ملعبا جديدا مجهزا. وعملنا بالتنسيق مع أجهزة الشرطة وأسرة كرة القدم هناك لنشر ثقافة الروح الرياضية وتوفير الأمن في الملاعب وهو ما مكننا من جني ثمار جهدنا بعد ذلك وفق منهجية عمل واضحة”.