أسدل الستار مساء أول أمس بفندق الهيلتون على أشغال الملتقى حول الأمن في الملاعب الذي نظمته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتبني توصيات هامة تم اعتمادها بعد الاطّلاع على التجربة الإنجليزية تضمنت سبل ووسائل مكافحة ظاهرة شغب ميادين الكرة . وستعرض هذه التوصيات على الهيئات المعنية قصد اتخاذ الإجراءات الضرورية للقضاء على السلوكيات العنيفة في الوسط الكروي. وعرف هذا الملتقى الذي ترأسه السيد محمد مشرارة نائب رئيس الفاف ورئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم مشاركة العديد من ممثلي الهيئات الرياضية ومصالح الأمن ووسائل الإعلام. وبخلاف المرات السابقة تميزت هذه التظاهرة بالاستفادة من الخبرة الإنجليزية في التصدي لظاهرة الهوليغانز سيئة الصيت خلال فترة التسعينات وما تلاها، وذلك عبر الخبيرين كريس والاي المكلف بالأمن وتنظيم الملاعب بالاتحاد الإنجليزي للعبة وبريان دروو الذي شغل منصب مدير الوحدة البريطانية لفرض النظام بالملاعب الإنجليزية وهو شاهد كضابط شرطة لديه خبرة تفوق 30 سنة على الهوليغانز الإنجليز، وهي المرة الأولى التي تعرض فيها إنجلترا خبرتها في هذا المجال بإفريقيا. وشدّد الخبيران الإنجليزيان أن من أهم الحلول الكفيلة بالقضاء على العنف خلال اللقاءات الكروية بناء وتجديد ملاعب تتوفر على جميع وسائل الراحة وتشديد القوانين ضد الأشخاص المتورطين في أعمال الشغب الى جانب إرغام كل ناد ليكون شريكا فعالا في الجانب الأمني ووضع كاميرات في الملاعب. واكد كريس والاي في هذا الشأن أن "الأمن والاستقرار اللذين تعيشهما الملاعب الإنجليزية تشكل ثمرة التوصيات ال 76 التي حملها التقرير الأسود للقاضي تايلور عام 1990" والتي باتت" إلزامية على الأندية والجماهير بفضل تعاون مكثف بين الحكومة والشرطة واتحادية الكرة والمشجعين والجمهور". وفيما اعتبر كريس أنه لا يمكنه إجبار الجزائر على التقيد بمثل هذه الإجراءات والخطوات لمكافحة عنف الملاعب بداعي اختلاف طبيعة المجتمعين، أشاد بالمقابل "بتقدم الجزائر في فرض عقوبات صارمة وقاسية للحد من العنف من خلال فرض إقامة مباريات من دون جمهور".