هل يعلم أغلب المصريين أن مقر إقامة الرئيس المصري نفسه في شرم الشيخ يقع في المنطقة منزوعة السلاح المصري بالكامل؟ أي أن الرئيس يقيم في منطقة منزوعة السيادة المصرية، وتحت حد الحراب الإسرائيلية القريبة، وفي وسط تشكيل من قوات متعددة الجنسيات، تعرف باسم MFO أو ”ذوي القبعات البرتقالية”، وغالب هذه القوات أمريكي، وقيادتها أمريكية، وتدفع مصر نصف ميزانيتها، البالغة سنويا 65 مليون دولار. ولهذه القوات ثلاث قواعد، أولاها في ”الجورة”، شرق سيناء، بالقرب من الحدود، وثانيتها في جزيرة ”تيران” السعودية، بخليج العقبة، وثالثتها إلى جوار شرم الشيخ. ووظائف هذه القوات الأجنبية معروفة، فهي تراقب أي إخلال محتمل بترتيبات نزع سلاح سيناء، ولها حق التدخل عند اللزوم، والبدء في تطبيق مذكرة تفاهم أمريكية - إسرائيلية موقعة في 25 آذار (مارس) 1979، أي قبل أيام من توقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية، وتتضمن تعهدا أمريكيا بالتدخل عسكريا ضد مصر في حال تهديد أمن إسرائيل. ماذا تعني هذه الصورة؟ تعني - ببساطة - أن قصة السيادة المصرية من أحاديث الخرافة، وأن الموجود هو العكس بالضبط.. فقد أعيدت سيناء إلى مصر منزوعة السيادة، أعيدت على طريقة الذي أعادوا له قدما وأخذوا عينيه، فقد جرى نزع سيادة السلاح في شرق مصر، وفي القاهرة تكفلت المعونة الأمريكية - ومضاعفاتها - بالباقي، أعادت تشكيل نخبة الحكم والمال، ونزعت سيادة قرار السياسة والاقتصاد، وضعت مصر في القيد الحديد، ووضع على فمها قفل بيت الرئاسة، وراحت مواردها تنهب كما لم يحدث في تاريخها الألفي، وطفت وطغت طبقة من مليارديرات المال الحرام، فيما تحول الشعب المصري - في غالبه - إلى أفقر شعب في المنطقة، وبين الثراء الناهب والفقر الكادح، جرت إقامة أضخم جدار أمني، جدار مصفوف من العسكر السود والخوذات السوداء، وبحجم مهول، وصل بقوات الأمن الداخلي إلى مليون و700 ألف شخص، وهو ما يتعدى ثلاثة أضعاف حجم جيش مصر العظيم! عبد الحميد البوسعادي - الجزائر ملاحظة: هذه المعلومات لم أكن أعرفها شخصيا، وها أنذا أعرفها منك وأنقلها للقراء مع إضافة أخرى عرفتها من قناة ”دريم” وهي أن معاهدة كامب دافيد تنص على إلزام مصر بتزويد إسرائيل بالغاز والبترول وبأسعار لا يجوز أن يطلع عليها الشعب المصري! وقد نسمع مستقبلا أيضا أن لإسرائيل الحق في مياه نهر النيل وفق معاهدة العار هذه...