ما أكثر محترفينا حين تعدّهم لكن الأساسي منهم قليل وقليل جدا، فحتى المتألقين منهم والذين أحببناهم بفانلة ”الخضر” لم يعودوا يحظوا بنفس الاهتمام الذي كانوا يعاملون به قبيل الالتحاق بالمنتخب الجزائري، وقد كانت كأس إفريقيا بأنغولا ”الغولا” التي التهمت أحلامهم في التألق مع أنديتهم، فهل سيتحسن الحال مستقبلا أم أن الأزمة ستتفاقم...؟ سعدان له متسع من الخيارات سبق لسعدان وأن رفع ورقة الاعتماد على المحترفين في تصفيات مونديال مكسيكو 1986 ونجح وأعاد الكرّة في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا بعد ربع قرن من الزمن وحقق نفس النجاح، مما يعني أن المحترفين ومن دون أدنى شك هم أفضل حالا من لاعبي بطولتنا العرجاء التي أضحت بلا لون ولا طعم ولا حتى ذوق. ولسعدان خيارات عديدة بين المغتربين الذين تكوّنوا وراء البحار أو من اللاعبين القلائل الذين نجحوا في شق طريقهم نحو الاحتراف الحقيقي من بطولتنا. لعنة ”الكان” تلقي بضلالها لكن المشكل الأكبر الذي يؤرق المدرب سعدان وكل المتتبعين هو أن محترفينا لم يعد لهم نفس الحضور القوي في أنديتهم التي عرضتهم للتهميش، مما جعلهم بعيدين عن المنافسة، وبالتالي سيصلوا إلى المنتخب بزاد تحضيري ناقص مقارنة بما ينتظره الطاقم الفني منهم وهذه مشكلة كبرى... الدرع الممتاز يلعب 6 جزائريين في إنجلترا وهم: نذير بلحاج وحسان يبدة في بورتسموث، عامر بوعزة في بلاكبول إضافة إلى الظاهرة الجديدة عدلان قديورة النشط في والفرهامتون، وكمال فتحي غيلاس بهال سيتي وأخيرا بن شريف حمزة مدافع ماكلسفيلد. قديورة يخطف الأضواء من البقية أولت الصحف الإنجليزية في الفترة الأخيرة اهتماما بالغا بالظاهرة الجزائرية الجديدة عدلان قديورة، المدافع الأيسر لنادي والفرهامتون، الذي خطف كل الأضواء من مواطنيه بصفة خاصة وأولهم عامر بوعزة، الذي يعد هو الآخر قطعة مهمة في نادي بلاكبول فيما يبقى التذبذب يسيطر على مردود غيلاس وقد زادت الاصابة التي يعاني منها طينته بلة ليتواصل غيابه لإشعار آخر. أما بن شريف حمزة فيبقى ينشط في الظل، لكنه يظل يعتز بثقة مدربه فيه الذي يعتبره صخرة دفاع ماكلسفيلد. الكالشيو لعنة الإصابات تطارد مغني والحظ يدير ظهره لغزال يلعب في الكالشيو الإيطالي 5 جزائريين يتقدمهم مراد مغني، لاعب لازيو، ويليه عبد القادر غزال، مهاجم سيينا، ومعه الشاب دراس سامي. كما لدينا المهاجم جمال مصباح في ليتشي والمبدع الصغير حسام شمالي، النجم الواعد لنادي مونزا. لكن أبرز هؤلاء مغني لا يزال بعيدا عن صنع الأحداث في أولمبيكو بروما بسبب لعنة الإصابات التي تطارده، مما جعله خارج الحسابات. وقد ازداد ابتعاده عن الواجهة من ناديه بعد أن شارك مع ”الخضر” في ”الكان” رغم عدم تماثله للشفاء الكامل. أما غزال فرغم أنه يلعب باستمرار مع ناديه سيينا، إلا أنه لا يزال في رحلة البحث عن الإقناع. البوندسليغا معاناة مشتركة للجزائريين هناك قرابة تشكيلة جزائرية تلعب في ألمانيا لكون العدد يصل إلى 10 ومن كل المناصب، بما فيها منصب حارس مرمى بتواجد الحارس سمغون نور الدين، حامل ألوان ليوبيك. لكن كثرة العدد لا تعني شيئا بسبب المعاناة المشتركة لمحترفينا. أحوال زياني لا تشكر في فولفسبورغ يعاني زياني منذ ولوجه عالم البوندسليغا من التهميش في ناديه فولفسبورغ، الذي لا يعتمد عليه كثيرا لأسباب تبقى غير مفهومة. ومع استقدام إدارة النادي المذكور لاعبا سويسرا من أصول تونسية يدعى بن خليفة نسيم، الذي تعاقدت معه حتى 2014 علما بأنه يلعب في نفس منصب زياني كوسط ميدان هجومي مما يعني أن زياني سيضطر لتغيير البطولة. فبعد فرنسا، ألمانيا قد تكون الثالثة ثابتة ويحقق النجاح المنشود في تركيا. مطمور تحول إلى جوكر بعد عودته من أنغولا كان كريم مطمور اللاعب المدلل في بروسيا موشنغلادباخ، لكن بعد التحاقه بالخضر ومكوثه الطويل معهم في أنغولا ضيع مكانته الأساسية وتحول إلى جوكر، لكون مدربه أصبح يقحمه في العشرين دقيقة الأخيرة فقط مما جعل معنوياته تتدهور. عنتر والشاذلي تابعا مواجهة فريقيهما من التلفزيون جرت مؤخرا مواجهة في البوندسليغا بين بوخوم وماينز، لكن دون حضور جزائري لكون مدرب بوخوم أصبح ينظر لعنتر بعينه الضريرة بعد أن لعب في أنغولا وهو مصاب؛ بينما الشاذلي لم يستدع للمواجهة المذكورة لخيارات فنية. مما جعل اللاعبين يكتفيان بمتابعة المواجهة من التلفزيون وقد انتهت كما بدأت أي بالتعادل الأبيض. الشباب الجزائري حاضر بقوة بغض النظر عن النجوم المعروفة، فثمة نجوم أخرى صغيرة وينظر إليها في ألمانيا بعين الإعجاب، فبن يمينة سفيان يعد نجما مع كارل تسايس بينا رغم أنه في العشرين سنة لا أكثر وهو في نفس عمر بودهر جمال النشط في نورمانيا...وغيرهما. فرنسا تعجّ فرنسا باللاعبين الجزائريين ومنهم من هو متألق ومنهم من ما يزال في رحلة البحث عن الذات وفيما يلي قراءة في أبرز الأسماء الموجودة في بلاد الديكة: قائد ”الخضر” ليس أساسيا في لوريون لا يزال منصوري يزيد يبحث عن ضالته مع ناديه لوريون، الذي لا يعتمد عليه كثيرا ويضعه في أحايين كثيرة خارج الخدمة، خاصة في المواجهات المهمة. فمثلا عند استقباله للبي.اس.جي لم يشارك ونفس الأمر تكرر أمام بوردو في نصف نهائي كأس الرابطة الفرنسية، مما يعني أن قائد ”الخضر” هو أكثر من يعاني من نقص المنافسة. أكرور الكهل الذي يهوى التهديف إذا كانت مشكلة المنتخب الوطني في ندرة مهاجمين، فإن أخطر مهاجم جزائري يلعب في بطولة الديكة هو الكهل نسيم أكرور نجم غرونوبل رفقة فغولي. وحسب أكرور، فإنه لا يجد مانعا في التكفير عن ذنبه بتكبره على ”الخضر” بالعودة إليهم لأجل بريق المونديال ويليه الثلاثي الواعد لنادي ليون وهم: محماحة سعيد (20سنة)، طافر يانيس (21 سنة) وبلفوضيل إسحاق (22 سنة) وكل هذه الأسماء تنتظر فرصتها مع ”الخضر” ودعوة من سعدان. جزائريون في بطولة فرنسا الأولى يصعب حصر عدد اللاعبين الجزائريين النشطين بفرنسا، ففي بطولة الدرجة الأولى فقط هناك كل من: بلفوضيل، محماحة وطافر في ليون، قادير في فالنسيان، بوسحة وأغوازي في بولون سور مار، أكرور وفغولي في غرونوبل، بودبوز مع سوشو، وعلي مع لومان، يوسف سفيان مع ليل ويزيد منصوري في لوريان. صايفي، عبدون ونجوم القسم الثاني ويزداد عدد الجزائريين كلما توجهنا إلى بقية الأقسام، ففي القسم الثاني فقط هناك: رباعي إيستر المتكون من صايفي، مسلوب، نوري وكحيحة وفي نيم خماسي كامل وهو مهدي مصطفى، عبد الرؤوف زرابي، الشرقي، دجيليلاحين واشعلالن وبزاز مع قاسمي رومان في ستراسبورغ، عبدون في نانت، حراك ومنيري مع باستيا ...والقائمة طويلة ولا يتسع المجال لذكر الكل. بطولات أخرى تكاد لا تخلو أي بطولة في أوربا أو حتى في القارات الأخرى من أقدام جزائرية. وإذا ركزنا على القارة العجوز ستكون بدايتنا من اسكتلندا، حيث يعد الماجيك بوڤرة نجم غلاسكو ويلعب معه بذات البطولة كل من بوزيد إسماعيل وزرارة توفيق. وفي اليونان لدينا جبور المتألق في بلاد الفلاسفة. وفي هولندا الكريمين سلطاني وبريدجي. وفي سويسرا بوملاحة، قورمي وبلهادي ...وغيرهم بل حتى في المجر لدينا محمد رميلي دون التطرق للبطولات العربية وخاصة الخليجية منها مع تواجد أمير سعيود في الكويت ومؤخرا زياية في عميد الأندية السعودية. هل كل محترف متألق...؟ وكخلاصة لكل ما ذكرناه، فإن هذا الاستفهام يطرح نفسه بإلحاح: هل كل محترف يمكنه التألق مع ”الخضر” الذين وإن أثبتت التجارب أن دفاعهم متين وسيزداد متانة مع استقدام لحسن، فإن المشكلة الأكبر تكمن في إيجاد من يلعب في القاطرة الأمامية لحل عقدة الهجوم، خاصة وأن غزال أكد أنه يلعب دون كرة وفاجأ جبور الجميع بتصريحه بأنه يحسن فتح الثغرات أكثر مما يحرز الأهداف...فمن يسجلها...؟