كل اللاعبين الجزائريين الدوليين كانوا ينتظرون أن يكون المونديال بمثابة الفرصة التي ستسمح لهم بالتألق وخطف أنظار بعض الأندية الأوروبية الجيدة وهذا من أجل الاستفادة من عروض مغرية، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماما حيث كانت مشاركة المنتخب الجزائري بمثابة نقمة على بعض اللاعبين خاصة أولئك الذين قدموا أداء هزيلا أو لم يشاركوا في المباريات الثلاث التي خاضها “الخضر”، حيث طرح ذلك عدة تساؤلات حول مستواهم وهو ما جعل الأندية تبعدهم عن دائرة اهتماماتها. المردود الهزيل ل “الخضر” أبعد العروض ويمكن التأكيد على أن الأداء الهزيل ل “الخضر” خلال المونديال الإفريقي كان وراء ابتعاد أنظار الأندية الأوروبية عن لاعبي المنتخب الوطني، فحتى أولئك الذين كانوا يملكون العديد من العروض قبل انطلاق المونديال على غرار لحسن، جبور وآخرين فقدوا ثقة الأندية التي كانت تريدهم وأصبحوا تقريبا بدون عروض، ما عدا بعض الأندية التي تريد استغلال تواجدهم في موقف ضعف من أجل الاستفادة من صفقات تحويلهم بأثمان زهيدة، هذه الحقيقة اكتشفها اللاعبون بعد نهاية المونديال مباشرة وتتأكد من يوم لآخر حيث أن معظم الأندية الأوروبية ستبدأ تحضيراتها في الأسابيع القليلة القادمة ولازال اللاعبون الجزائريون يلازمون أماكنهم. ما عدا غزال لا أحد تعاقد مع فريق جديد وما يؤكد كلامنا هو عدم وجود أي لاعب دولي جزائري حصل على عقد جديد مع ناد أوروبي ماعدا المهاجم عبد القادر غزال الذي انضم إلى باري رغم أن أداءه كان أكثر من متواضع لكنه ظفر بعقد مع ناد من الدرجة الأولى الإيطالية، بينما يبقى اللاعبون الآخرون يتحدثون عن عروض في كل يوم تتغير، هذه الوضعية تؤكد تراجع أسهم لاعبي “الخضر” في سوق التحويلات العالمية وهو أمر لم يكن ينتظره كل لاعبي “الخضر” خاصة الجدد الذين جاءوا وكلهم أمل في تحسين صورتهم. الذين سقطت فرقهم مضطرون إلى تغيير الأجواء وإذا كان الأمر لا يقلق العديد من لاعبي “الخضر” على غرار بوڤرة ومصباح وحتى لحسن، فإن الأمر مقلق للعديد من اللاعبين الآخرين خاصة أولئك الذين سقطت أنديتهم إلى القسم الثاني على غرار بلحاج، يبدة، عنتر يحيى وبلعيد، حيث سيكونون مضطرين لتغيير الأجواء لتفادي اللعب في الأقسام السفلى، ومع قلة العروض قد يضطر هؤلاء اللاعبين إلى القبول بأي عرض حتى إن لم يكن مغريا من الناحية المادية، إذ سيحاولون البقاء في المستوى العالي حتى يضمنوا على الأقل أماكنهم في المنتخب الذي أصبح يكسب الكثير من الأموال وكذا الشهرة، ومع وجود المنافسة على المناصب سيكون هؤلاء اللاعبين في حالة استنفار قصوى قبل انتهاء مهلة الانتقالات. جبور وزياني بين المطرقة والسندان الوضعية نفسها يعاني منها بعض اللاعبين لكن ليس بسبب سقوط أنديتهم إلى القسم الثاني بل بسبب المشاكل التي عانوا منها في فرقهم ومع مدربيهم خلال الموسم الفارط على غرار جبور وزياني، فالأول لم يلعب في مرحلة الذهاب مع فريقه أيك أثينا بسبب مشاكله مع المدرب باجيفيتش، أما زياني فقد عانى في مرحلة العودة في ناديه فوفسبورغ بعد ذهاب مدربه في نهاية مرحلة الذهاب وأصبح بالتالي من المستحيل تقريبا التعايش بين مدرب فولفسبورغ وزياني الذي سيكون مضطرا لتغيير الأجواء لتفادي سيناريو الموسم الماضي، لكن المشكل بالنسبة لهذا الثنائي هو عدم وجود عروض مقنعة ومغرية من أجل تغيير الأجواء. مبولحي الإستثناء وقد يخطف الأضواء المونديال لم يكن نقمة على كل لاعبي “الخضر“ حيث شكّل مبولحي وبدرجة أقل حليش الاستثناء بما أنهما جلبا الأنظار إليهما وتحصلا على العديد من الاتصالات من الأندية الأوروبية، حيث من المنتظر أن يوقع مبولحي في أحد الأندية الإنجليزية قريبا بما أنه تألق في هذا المونديال وكان من بين أحسن حراس الدور الأول، وهو ما يعني أن مبولحي كان تقريبا المستفيد الوحيد من مشاركة “الخضر” في المونديال. حتى سعدان تراجعت أسهمه وقد يخرج من الباب الضيّق المشاركة السلبية ل “الخضر“ في المونديال الأخير في جنوب إفريقيا لم تنعكس سلبا على اللاعبين فقط، بل حتى على المدرب الوطني رابح سعدان الذي كان يتمنى تدعيم سيرته الذاتية بمشاركة مشرفة في كأس العالم إلا أنه خسر من خلالها أمورا كثيرة أولها احترام الشعب الجزائري الذي يعارض معظمه بقاءه على رأس العارضة الفنية، رغم أن ذهابه لم يعد مؤكدا عكس ما كان قد صرح به قبل انطلاق المونديال حين أكد أنها ستكون آخر مشاركة له مع “الخضر” لكنه لازال يصر على قيادة “الخضر” لفترة أخرى وهو ما قد يجعله يخرج من الباب الضيق خاصة إذا رفضته الجماهير الجزائرية، من جهة أخرى فقد ثقة المنتخبات التي كانت تريد الاستفادة من خدماته على غرار المنتخب الإماراتي الذي أكد رئيس اتحاديته عدم وجود أي اتصال مع سعدان، رغم أن هذا الأخير كان قد أكد أنه على اتصال مع مسؤولي الاتحادية الإماراتية.