سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زرهوني، مدلسي، بلخادم، عبادو، الهبيري وشخصيات وطنية وإطارات الأمن يتقدمون المودعين تم عرض جثمانه بالقاعة الشرفية للمدرسة العليا للشرطة لإلقاء النظرة الأخيرة
عبد ربه: “اليوم يوم حزن وجئنا هنا لتوديع مديرنا والقضية بيد العدالة لتوضيح خلفيات الحادثة” عاش، أمس، مقر المدرسة العليا للشرطة ب “شاطوناف”، بأعالي العاصمة، أجواء حزينة، حيث استقبلت ابتداء من الساعة العاشرة صباحا جثمان الفقيد علي تونسي، المدير العام للأمن الوطني، الذي تم عرض جثمانه بالقاعة الشرفية للمدرسة قصد السماح بإلقاء النظرة الأخيرة عليه وتوديعه قبل تشييعه إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية بالعاصمة. بدأت في الساعات الأولى من صبيحة أمس إطارات الشرطة ومختلف أسلاك الأمن في التوافد على مقر المدرسة العليا للشرطة لإلقاء النظرة الأخيرة على العقيد علي تونسي، الذي اغتيل أول أمس رميا بالرصاص من طرف أحد المقربين إليه، حيث جلس أبناء وعائلة الفقيد إلى الجانب يتلقون التعازي. وكان أول الوافدين الرسميين إلى المدرسة العليا للشرطة، وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، الذي جاء مباشرة عقب وصول جثمان الفقيد إلى عين المكان، ثم تبعه كل من وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، وكاتب الدولة المكلف بالاتصال، عز الدين ميهوبي، وكذا الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، والمدير العام للحماية المدنية، مصطفى الهبيري، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين في الدولة والسلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر. كما حضر إلى المدرسة وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، الذي لم يفوت الفرصة لمقاسمة عائلة الأمن الوطني حزنها والترحم على روح الفقيد. كما كانت إطارات الأمن الوطني حاضرة بقوة وجاءت كلها لتوديع مديرها، لاسيما الدفعات الجديدة من الصنفين، إناث وذكور، التي كانت تنتظر التخرج، فراح كلهم يحيي الفقيد أمام نعشه المغطى بالعلم الوطني، ويؤدي له التحية، في حين كانت تتشكل جماعات مكونة من الأصدقاء والمواطنين للحديث عن خصال المرحوم. ومن أبرز الوجوه التي حضرت وقفة الترحم هذه لتوديع الفقيد، أحد شهود الحادثة التي تعرض لها العقيد علي تونسي، رئيس الأمن الولائي للعاصمة، عبد المومن عبد ربه، الذي ظهر في القاعة رفقة بعض إطارات الأمن وبجرح على الجبهة فوق العين اليسرى، ويد يسرى مضمدة ومنطوية كان يخفيها تحت معطفه الأسود الطويل. ورفض عبد المومن عبد ربه، الذي اقتربنا منه، العودة إلى الحادثة، واكتفى بالرد على استفسارنا “اليوم يوم حزن وجئنا هنا لتوديع مديرنا والقضية اليوم بين أيدي العدالة لتوضيح كل أطوار ومراحل الحادثة، وما علينا إلا أن نتمنى للفقيد الرحمة والمغفرة”. إلا أن أعوان الشرطة والأمن الذين كانوا حاضرين بقوة لم يجدوا تفسيرا لتساؤلاتهم، حيث أبدى العديد منهم رغبته في معرفة الأسباب الحقيقية التي كانت وراء اغتيال المدير العام للأمن الوطني، لكن الجميع غادر القاعة دون الحصول على أية معلومة، قبل أن يغادر جثمان الفقيد المدرسة في حدود منتصف النهار ونصف، حيث تم نقله في موكب جنائزي إلى مسجد بحي مالكي ببن عكنون لتأدية صلاة الجنازة على روحه، قبل التوجه إلى مقبرة العالية، حيث يوارى جثمانه الثرى.