ألقى صباح أمس كبار المسؤولين في الدولة، من سياسيين وعسكريين ورجال جهاز الأمن الوطني والمواطنين وأصدقاء الفقيد ورفاق دربه أثناء الكفاح المسلح، النظرة الأخيرة على جثمان المرحوم العقيد علي تونسي المدير العام للأمن الوطني بالمدرسة العليا للشرطة بشاطوناف الأبيار. في جوّ مهيب وحزين، تنقل صباح أمس آلاف الأشخاص لتوديع فقيد الجزائر العقيد علي تونسي، المدير العام للأمن الوطني، إلى المدرسة العليا للشرطة حيث ألقوا على جثمانه النظرة الأخيرة قبل نقله إلى مسجد مالك بن نبي بحي مالكي لأداء صلاة الجنازة، ثم تشييع جنازته بعد صلاة الظهر بمقبرة العالية. كانت الساعة تشير إلى حدود الساعة العاشرة والنصف ، عندما وصل جثمان الفقيد إلى شاطوناف حيث كان في انتظاره الآلاف من المودعين منهم كبار المسؤولين في الدولة وإطارات جهاز الأمن الوطني ومسؤولون سامون في مختلف القطاعات وسياسيون وفنانون، ورفقاء دربه في النضال المسلح. وكان كل من وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، رفقة وزير الخارجية مراد مدلسي أول من ألقى النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد بحضور أفراد عائلته، إلى جانب كل من الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين السعيد عبادو، المدير العام للحماية المدنية مصطفى لهبيري، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، إلى جانب إطارات سامية بالمديرية العامة للأمن الوطني وضباط سامين وولاة. كما حضر مراسم التشييع عدد من الفنانين والمجاهدين ألقوا النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد، حيث شهدوا له بطيبة قلبه وحبه وتشبثه بتطوير جهاز الأمن الوطني إلى مستوى تطلعات الأجيال القادمة. العقيد علي تونسي، الذي أثارت عملية اغتياله بتلك الطريقة الشنيعة داخل مكتبه على يد أقرب المقربين إليه بطلقات نارية أردته قتيلا، كان رجلا متمسكا بأفكاره ومحافظا على سرّ المهنة مهما كانت الأحداث أو تطورت. لكن عندما يخرج عن صمته يُشفي غليل الفضوليين، يتفاعل مع القضايا والأحداث والإشاعات بكل حكمة ورزانة، باختصار هي شهادات قليلة لا يمكن أن تختصر لنا مشوار المجاهد الراحل رحمه الله.