تصوير يونس أوبعيش حوّلت المدرسة العليا للشرطة وسط تعزيزات أمنية مشددة منذ الساعات الأولى إلى قبلة لمن جاؤوا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل علي تونسي واشترك من الحضور الذين كانوا يدخلون القاعة التي وضع فيها نعش المرحوم لقراءة الفاتحة وتوديع الراحل في حالة الحزن والأسى ومنهم من لا تزال علامات الدهشة والاستغراب لمقتل العقيد تونسي ومن بين ما ميز الأجواء هناك فضلا عن حضور كبار ضباط المؤسسات الأمنية وكبار إطارات الشرطة مواطنون بسطاء كان من بينهم عجائز فاق سنهن الثمانيين. لم يتأخر المئات من المواطنين البسطاء نساء ورجالا وحتى مسنين من كل مناطق الوطن ميّزهم زيّهم التقليدي فمنهن عجائز قدمن من منطقة القبائل وأخريات من غرب البلاد حسب لهجتهن وآخرون جاؤوا من أقصى الشرق ومن عمق المناطق في الجزائر ولعل هذا ما شد إطارات المديرية العامة للأمن الوطني ووزارة الداخلية هو تهافت المودعيين من كل الفئات، مما يعكس فعلا شعبية الرجل وتواضعه الذي صنع له حسبما أجمع عليه موّدعوه أمس شبكة من العلاقات تمتد من أبسط مواطن إلى أعلى مسؤول في الدولة. * ففي حدود العاشرة و35 دقيقية وصل نور الدين يزيد زرهوني قادما من بيت المرحوم جاء لالقاء النظرة الأخيرة وتلاوة صورة الفاتحة على روح المرحوم، وتوالى الوزراء فكان من بينهم وزير الخارجية مراد مدلسي وعز الدين ميهوبي كاتب الدولة المكلف بالاتصال والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين ونواب وسيناتورات لم يترددوا في الثناء على خصال المرحوم والتذكير بما قدمه للجزائر في وقت كان الكل يرفض المسؤولية. * ولم يتخلف وزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم والمدير العام للحماية المدنية مصطفى لهبيري وسجل إلى جانب هؤلاء الذين اشتركت سيمات وجوههم بين حيرة وحزن مدير ديوان الرئاسة الجنرال نجيب ومرافقيه كما كان حضور ضباط وإطارات المخابرات قويا من بينهم مسؤولي الأمن الرئاسي. * وكان ابن الفقيد يتلقى التعازي من الحضور الذين كانوا يتولون الواحد تلو الأخر وبين الفينة والأخرى تتوافد في طوابير أفواج عناصر الشرطة وأعوان الحماية المدنية يلقون التحية العسكرية على جثمان الفقيد. * وتشكلت داخل القاعة وخارجها وحتى في محيطها الخارجي مجموعات هنا وهناك ضمت إطارات من أسلاك أمنية ومدنية لا حديث لاثنين منها سوى عن حياة الفقيد أو تساؤلات واستغراب عن حادثة اهتزت لها الجزائر شعبا ومؤسسات ولم يكن من المعقول أن تكون يد الصديق من تمتد لتقتل المجاهد والضابط ومدير الأمن الوطني. * وكان من بين الحضور إلى مدرسة الشرطة من قدموا من بيت الفقيد بعد تعزية أهله للإطلالة الأخيرة على جثمانه في شاطوناف ليتوجهوا بعدها إلى مسجد حي مالكي للصلاة عليه وكان أول الملتحقين بالمسجد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية ثم وصل بعده وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله كما جاء لأداء صلاة الجنازة أبو جرة سلطاني رئيس حركة حمس قبل نقل جثمان الفقيد إلى مقبرة العالية لموارته التراب في جنازة رسمية