أكدت صحيفة "الفيغارو" اليمينية، أول أمس، في تحقيق مثير وقعه الصحفي الكبير المعروف، رونو جيرار، أول أمس، أن الانتصار الأول والأخير من مقتل المبحوح هي إمارة دبي التي كشفت بما لا يدع مجالا للشك تورط جهاز الموساد في مقتل المناضل الاسلامي المبحوح يوم التاسع عشر من شهر جانفي إثر عملية جندت لها اسرائيل 27 فردا من جهاز مخابراتها المعروف عالميا والذي حاول اغتيال خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان في سبتمبر من العام 1977. وجاء في الصحيفة الفرنيسية أن دبي قد أرسلت، أول أمس، صور كل أعضاء الموساد المتورطين في اغتيال القيادي الاسلامي الفلسطيني إلى الانتربول بغرض ملاحقتهم بعد أن دخلوا دبي بجوازات سفر أوروربية وأسترالية مزورة. أمن إمارة دبي، الذي يقوده الجنرال القدير والمحنك، ضاهي خلفان تميم، كما جاء في "لوفيغارو" أدهش رجال الصحافة بقنبلته الإعلامية التي أكد فيها أن الأمن الإسرائيلي لم يكن يتصور أن إمارة دبي كانت قادرة على تصوير كل أعضاء الكومندوس وتحليل تحركاتهم ورصد اتصالاتهم على النحو الذي يثبت قيامهم بالجريمة على أرض سلام وتسامح ليست بالضرورة في علاقة جيدة مع حماس. ومن القادة الرئيسيين الإسرائيليين الذين قادوا عملية الاغتيال، أمضت الصحيفة تقول، بيتر الفنجر، الذي دخل دبي بجواز سفر فرنسي مستخرج من محافظة باريس يوم 7 جويلية 2004 وفي الصفحة الأولى لجوازه يتبين أن بيتر من مواليد العاشر أكتوبر من عام 1960 بالدائرة الثانية عشرة بباريس. بيتر الذي حجز غرفة رقم 237 هاتفيا المقابلة لغرفة القائد الفلسطيني المبحوج رقم 230 في الساعة الرابعة إلا سبع دقائق - أي قبل نصف ساعة من دخول المبحوح فندق البستان - لم يصعد الى طابق غرفته وشوهد يعطي بطاقته المغناطيسية في الساعة الرابعة إلا عشرين دقيقة الى أحد اعضاء الكومندوس قبل مغادرة الفندق وظهوره مجددا يعبر شرطة الحدود في الساعة السابعة والنصف ليغادر العاصمة دبي نهائيا متوجها الى ميونيخ في حدود الساعة الثامنة ونصف لحظة تعرض المبحوح الى الاغتيال. الحقيقة الاخرى التي كشفت عن تورط الموساد في الجريمة، حسب "الفيغارو" أيضا، تمثلت في وقوعه ضحية الاتصال الهاتفي الذي قام به المبحوح من الفندق لأحد أصدقائه الفلسطينيين لتناول فنجان قهوة صبيحة عشرين جانفي واضطر هذا الصديق الى الذهاب الى الفندق للتأكد من سبب عدم رد المبحوح على اتصالاته وكانت النتيجة العثور على جثته هامدة. الأمن الاسرائيلي الذي اعتقد أنه نجح في اغتيال المبحوح الذي دخل باسم عبد الرؤوف، أضافت الصحيفة الفرنسية تقول وقع في ورطة ثالثة إثر اتصال مشعل بالسلطات الأمنية في دبي وإخبارهم بأن الضحية ليس رجلا عاديا توفي جراء ميتة طبيعية وهو مناضل فلسطيني من حماس، الشيء الذي أخلط الأوراق ودفع أركان الامن في دبي الى إعادة فحص الضحية الذي تبين أنه مات متأثرا بحقنة المحلول المذكور القاتل، وعندها بدأت آلة أمن دبي الجهنمية في دراسة حركة الزبائن منذ ساعة دخول المبحوح فندق البستان. عن طريقة اغتيال المبحوح، قالت الصحيفة إن التحاليل المخبرية التي تمت في ألمانيا قد أثبتت بأنه تعرض لضربة في الفخذ بواسطة حقنة سكسينيكولين التي تشل الحركة العضلية نهائيا وتمنع التنفس.