قال قائد شرطة دبي إنه لا يستبعد تورط جهاز الموساد الإسرائيلي في اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح، في حين أشارت مصادر أمنية عسكرية إسرائيلية إلى أن المبحوح قتل لدوره في تهريب أسلحة إلى غزة. وقال ضاحي خلفان لوكالة الصحافة الفرنسية: شخصيا لا أستبعد أي طرف له مصلحة في قتل المبحوح، قد يكون الموساد وقد يكون غير الموساد. وذكر أن المشتبه بارتكابهم الجريمة سبعة أشخاص أو أكثر يحملون جنسيات عدة دول أوروبية، ولم يكشف أسماء هذه الدول لكنه قال: نحن على اتصال مع هذه الدول لنتأكد من صحة جوازات السفر التي استخدمها المشتبه فيهم. وأوضح خلفان أن المبحوح يبدو أنه فتح الباب لقاتليه وأنه قتل خنقا داخل غرفته. ووفق قائد شرطة دبي، فإن المبحوح وصل إلى دبي حاملا جواز سفر لا يظهر اسم عائلته، كما أن حماس لم تبلغ السلطات الإماراتية بحضوره إلى البلاد. وقد أكدت حركة حماس أن المبحوح استهدفته إسرائيل لدوره في تهريب أسلحة خاصة لقطاع غزة. وقال المتحدث باسم الحركة طلال نصار: إن المبحوح لعب دورا رئيسيا في إمداد الفلسطينيين بالأسلحة والأموال، بما في ذلك أسلحة خاصة لغزة مسقط رأسه، حيث شنت إسرائيل حربا العام الماضي. وبحسب مصدر قريب من حماس في غزة، فإن موضوع السلاح الذي مدّ به (المبحوح) حماس وفصائل المقاومة الأخرى كان السبب في استهدافه. وقال نصار: إن المبحوح كان عرضة للخطر في دبي لأنه على عكس رحلات أخرى استخدم جواز سفر يحمل اسمه الحقيقي. وسافر دون حراس، مضيفا: أن قتله ليس انتصارا لإسرائيل، ودم المبحوح سيولّد منه ألفا. وكانت حماس اتهمت إسرائيل بقتل المبحوح أحد مؤسسي الذراع المسلح للحركة يوم 20 جانفى بأحد فنادق دبي، وتوعدت بالثار لقتله. من جهتها، قالت مصادر أمنية إسرائيلية: إن المبحوح قام بدور رئيسي في تهريب الأسلحة إلى غزة، في حين أكدت الصحف الإسرائيلية أن جهاز الموساد هو الذي اغتال القيادي في حركة حماس، وأنه كان مطلوبا منذ عشرين عاما كونه مسؤولا عن تسليح كتائب القسام وعن مقتل جنديين إسرائيليين في العام 1989. وقال مصدر أمن إسرائيلي: إن المبحوح كان له دور رئيسي في مساعي حماس لتهريب الصواريخ وغيرها من الأسلحة إلى قطاع غزة. وأوضحت المصادر أنه كان عنصرا إستراتيجيا بالنسبة لحماس فيما يتعلق بالتسليح من إيران، وتتهم إسرائيل إيران بتزويد حماس بالأسلحة بحرا وبرا عبر السودان ومصر، وتقول إيران إنها تقدم الدعم الدبلوماسي فقط لحماس. ولم تعقب الحكومة الإسرائيلية بشكل رسمي، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية أجمعت على دور المبحوح في تزويد غزة بالأسلحة. وفي أول إعلان عن استشهاد المبحوح يوم الجمعة قال مسؤولون من حماس في دمشق: إنه كان يشعر منذ مدة طويلة بأنه سيكون مستهدفا ردا على ضلوعه في خطف وقتل جنديين إسرائيليين عام 1989. ويعتقد على نطاق واسع أن جهاز الموساد الإسرائيلي كثّف من المهام السرية ضد حماس وحزب اللّه والبرنامج النووي الإيراني، ومن بين حوادث القتل التي اتهم الموساد بارتكابها مقتل القيادي في حزب اللّه عماد مغنية في دمشق قبل عامين.