على خلفية اغتيال أحد أكبر قيادي حركة المقاومة الاسلامية "حماس " محمود المبحوح في دبي، من قبل عناصر جهاز الاستخبارات الاسرائيلي، كشف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، الدكتور محمد بديع، أن المتورطين في قتل المبحوح من عناصر الموساد، كانوا برفقة وزير البنى التحتية لدولة الاحتلال "عوزي لنداو" خلال زيارته للامارات، للمشاركة في مؤتمر بيئي في الإمارات الشهر الماضي . فيما هددت دبي، اسرائيل بالرد القاسي، متوعدة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بملاحقته قضائيا، إذا ثبت تورط الموساد في تلك الجريمة. وأكد المرشد العام للاخوان المسلمين، أنه رغم كل الجرائم البشعة التي ما زالت تلك العصابة الإجرامية المتمثلة في إسرائيل تمارسها، لن يكون آخرها اغتيال الشهيد المبحوح في الإمارات على يد عملاء الموساد، مضيفا أن الذين حضروا برفقة الوزير الإسرائيلي للإمارات، بحجة المشاركة في مؤتمر دولي، ويحملون جوازاتٍ أوروبيةً، هم من كانوا وراء اغتيال المبحوح في غرفته في أحد فنادق دبي . ويرى المحللون السياسيون، أن اغتيال محمود المبحوح أحد قادة الجناح العسكري لحركة حماس في دبي، لم يكن مجرد تهديد اسرائيلي لحركات المقاومة الفلسطينية فقط، بل له أبعاد خطيرة أخرى تشمل كافة الدول العربية وتحديدا دولة الإمارات، باعتبار أن عملية قتل المبحوح من قبل الموساد تمت على أراضيها، بعد أسابيع قليلة فقط من افتتاح برج خليفة الذي يعتبر أعلى ناطحة سحاب في العالم، وكذا إعلانها استضافة مقر الأممالمتحدة في نيويورك على أراضيها، الأمر الذي أدى بإسرائيل للإسراع في إفشال هذا المخطط مسبقا، وإضعاف الدول العربية الواحدة تلوالأخرى، باعتباره يهدد مخططاتها للسيطرة على ثروات المنطقة، و منع الإمارات من أن تكون مقرا للأمم المتحدة، لأن هذا الأمر سيقضي على طموحاتها العسكرية والاستخباراتية في المنطقة . كما أن جريمة اغتيال المبحوح في دبي، تعتبر بمثابة رسالة حول توسيع نطاق جرائم الموساد لتصل إلى كافة الدول العربية والإسلامية، بما فيها تلك المصنفة ضمن قائمة محور الاعتدال من طرف الغرب، ما يؤكد أن اسرائيل لا تحترم الأعراف الدبلوماسية ولا سيادات تلك الدول. لأن مصالحها مقدمة على كل مصالح الشعوب، خاصة تلك الدول العربية التي تربطها علاقات مع دولة الاحتلال، والتي ستتحول أراضيها إلى ساحات لمثل هذه الجرائم . وكرد فعل من طرف الإمارات، التي شهدت اغتيال المبحوح في أحد فنادق دبي، أكدت السلطات الأمنية في دبي دبي، أنه إذا ما ثبت ضلوع الموساد في اغتيال المبحوح، فإن رئيس وزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو، سيكون مطلوبا للعدالة. وستتم ملاحقته دولياً باعتباره، هوالذي وقع أمر ارتكاب الجريمة على أرض الإمارات، وبالتالي يكون مشاركاً رئيسياً في الجريمة، ويصبح على أي دولة يتوجه إليها تسليمه للسلطات الإماراتية . ورغم التصريحات التي أكدت ارتباط زيارة الوزير الإسرائيلي بجريمة الاغتيال، فإن السلطات الأمنية في دبي، هي الأخرى لم تستبعد منذ البداية تورط الموساد باغتيال المبحوح، خاصة بعدما تعمدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، للتأكيد على دور المبحوح في قنص الجنديين الإسرائيليين في الثمانينات إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى. ونجاح الموساد في تصفيته، ويبقى الآن بعد هذه الجريمة النكراء، كيف سترد الإمارات على اسرائيل، بعدما انتهكت سيادتها وداست على كل أشكال التطبيع معها .