وجهت أكثر من مائة شخصية من مختلف الآفاق نداء يؤكدون فيه أنه “لا لملصقة الجبهة الوطنية الفرنسية العنصرية”، مع التنديد بحزب الجبهة الوطنية لجون ماري لوبان، الذي تذرع بحجة الحملة الانتخابية، ليلجأ إلى استعمال طرق ترويجية تعيد المجتمع الفرنسي إلى الفترات الأكثر سوادا من التاريخ. وسجل الموقعون في عريضة بادر بها الأستاذ شمس الدين حفيز، المحامي بنقابة محامي باريس ونائب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أنه “بعد تدنيس المقابر والمساجد، وبعد النقاش حول الهوية الوطنية الذي شهد عدة انزلاقات سادت فيها الخطابات المشجعة على كره الأجانب، والتي توصمها بالعار، تم تنفيذ خطوة جديدة في مسار رفض الإسلام والمسلمين” من خلال ملصقة الجبهة الوطنية الانتخابية. وأشارت العريضة القوية إلى أن “ملصقة الجبهة الوطنية ليست فقط تعبيرا عن عنصرية فظيعة وحاقدة على المسلمين والفرنسيين من أصل جزائري وجزائريي فرنسا، وإنما أيضا شتيمة وتنكر في نفس الوقت لشعار الجمهورية الفرنسية “حرية ومساواة وأخوة”، ليساءل الموقعون عما ستكون عليه المرحلة المقبلة لهؤلاء الذين تدفعهم نظرتهم البالية والضيقة لفرنسا إلى الاستمرار في تأجيج نار العنصرية وكره المسلمين عامة ووصم المواطنين من أصل جزائري خاصة، بالعار بحجة مكافحة التطرف الديني”. وللوقوف أمام هذا التهديد للتعايش وقيم الجمهورية الفرنسية، دعا الموقعون كل المسؤولين السياسيين والمفكرين والأطراف الفاعلة في المجتمع المدني وكافة المواطنين إلى “التنديد بتصرفات حزب الجبهة الوطنية، الذي يتذرع بحجة الحملة الانتخابية ليلجأ إلى استعمال طرق ترويجية تبعث بنا إلى الفترات الأكثر سوادا من التاريخ”، محذرين من الخلط بين مكافحة التطرف الديني كأمر مشروع والخطابات الحاقدة والمشجعة على كره الأجانب، بدل الاستناد إلى القيم العالمية.