لا يوجد نص في ميثاق الجامعة ينص على أن يكون الأمين العام من الدولة المقر ودعوا إلى ضرورة إحداث تغيير جذري يتناسب مع التحولات الدولية الراهنة وبناء منظمة دولية بدلا منها، كما نبه البعض إلى أهمية قمة ليبيا المقبلة واعتبروها قمة آخر فرصة التي لا يجب تضييعها انتقد خبراء ومختصون أمس خلال ندوة فكرية نظمها مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية، أداء ومردودية جامعة الدول العربية في معالجة القضايا الداخلية رغم كونها أقدم المؤسسات الدولية التي سبقت تأسيس كل المنظمات الدولية، وفسر الدكتور "قشي الخير" ذلك بكون "الجامعة مازالت تعمل بمؤسسات عهد عصبة الأمم، أي تعتمد الإجماع في قراراتها، وهو ما جعلها مجرد جهاز لأرشفة القرارات دون حل قضايا وأزمات الدول العربية مما أفقدها المصداقية الدولية". وفي هذا الإطار، دعا الدكتور قشي إلى إعادة النظر في تحديد أهداف الجامعة وتعديل ميثاقها بوضع مجلس للأمن وتحديد سلطاته ووسائل تنفيذ قراراته، واعتماد محكمة لحل النزاعات العربية، وجعل قوانين الجامعة فوق مواثيق الاتفاقيات الثنائية، لكنه استبعد تحقيق ذلك لأنه من الصعب تشكيل محكمة عربية تنظر في النزاعات لأنها تصطدم دائما بعنصر "السيادة". وقد حذر المختص في المنظمات الدولية الدكتور فرديو الحاج من احتكار دولة واحدة لمنصب الأمين العام للجامعة لما له من خطورة تحول الجامعة إلى مؤسسة تخدم مصالح تلك الدولة دون كافة الأعضاء، وهو ما حدث مع القاهرة التي احتكرت المنصب منذ 1945 ولم يتداول عليه أي عربي آخر غير مصري، إلا في حالة التونسي "شادلي قبيلي" الذي تولى الأمانة العامة عند توقيع مصر لكامب ديفد وتحويل المقر إلى تونس إثر مقاطعة العرب للقاهرة، وأصبحت الجامعة اليوم حسب الدكتور "مجرد ملحق لوزارة الخارجية المصرية" وتعرض ذات المتحدث إلى عدة مبادرات عربية طالبت بتدوير المنصب وعلى رأسها اليمن والعراق وآخرها الجزائر خلال انعقاد القمة بأراضيها. لكن الدكتور مويسي بلعيد رفض فكرة إصلاح الجامعة العربية، لأن "عهد الإصلاحات قد ولى في السبعينات والثمانينات فالتحولات الدولية تفرض اليوم تغييرا جذريا للجامعة، وليس إصلاحها وذلك بتغييرها إلى منظمة تعالج الملفات العربية واحدا بواحدا وليس على غرار الجامعة العربية التي تعالج جميع الملفات دون حل أي منها، "كما نبه ذات المتحدث إلى القمة العربية التي ستنعقد خلال أيام في ليبيا واعتبرها "قمة الآخر فرصة" ومنعرجا خطيرا وامتحان استدراك، لأننا اليوم - حسب الباحث مويسي - أمام واقع العولمة المفروض علينا فإما أن نتعايش ونواكب وإما أن ننتج أفكارا ونسوقها. للإشارة، فقد حضر الأمين العام لجبهة التحرير الوطني والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم أمس ندوة "الشعب" دون أن يدلي بأي تصريح.