أوضح الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري، أن بعض الصحف قدمت لقرائها رسالته التي بعث بها إلى أشغال المؤتمر التاسع للحزب على أنها مطالبة برد الاعتبار لصاحبها، مؤكدا أن الأمر ليس كذلك وقال مهري في توضيح وردت للجريدة نسخة منه “فلا نص الرسالة ولا نية صاحبها منصبة على هذا الجانب، بل إن الذين دبروا أو نفذوا ما سمي بالمؤامرة العلمية، وكثير منهم ما زالت تربطني بهم علاقة احترام متبادل، لم يكن هدفهم اعتبارات شخصية، بل كان هدفهم تغيير الخط السياسي لجبهة التحرير الوطني بطرق لا مجال للدخول في تفاصيلها اليوم، وهو ما تم بالفعل وما زال قائما، في كثير من مظاهره، وهذه القضية أهم آلاف المرات من كل الاعتبارات الشخصية”. وأضاف عبد الحميد مهري في رسالته أنه لم يطلب لا صراحة ولا ضمنا، مناقشة القضايا التي أشار إليها من طرف المؤتمر التاسع الذي ضم خمسة آلاف مشارك، معتبرا أن هذا المؤتمر كان قد اختتم عندما انعقد، وأكد أنه لم يكن ينتظر حتى دعوته لحضوره، قائلا “لقد تعودت أن تتحدث وسائل الإعلام عن دعوتي للمؤتمرات السابقة، دون أن تصلني الدعوة لحضورها، لا كتابة ولا مشافهة، وهذا ما يفسر بالطبع عدم مشاركتي فيها، والمؤتمر التاسع هو المؤتمر الأول الذي أدعى لحضور جلسته الافتتاحية”. وقال مهري إن الدعوة التي وجهها إليه الأخ عبد العزيز بلخادم وصلته يوم الأربعاء 17 مارس بعد العصر، وأجاب عنها يوم الخميس 18 مارس، قبل انتقاله للمطار في طريقه إلى قسنطينة، مضيفا بأنه أرسل الجواب مع سائق يعرف بالتأكيد مقر الحزب لأنه موظف به، وكتب على الظرف اسمه الكامل مع عبارة “شخصي وعاجل”، حيث لم توزع الرسالة على الصحافة إلا يوم الجمعة ليلا، وأنه يعتذر للأخ عبد العزيز بلخادم إذا لم يتسلم هذه الرسالة إلا يوم الإثنين. وختم مهري بالقول إنه “يريد التأكيد على أنه لا يطلب حقا ولا امتيازا ولا موقعا ولا منصبا”، موضحا أنه يعتقد أن عليه واجبا نحو جبهة التحرير الوطني ومناضليها، وهو إطلاعهم على التجربة التي يمكن استخلاصها من مسيرة الجبهة في فترة صعبة، والطريقة التي توختها قيادتها إذ ذاك لمحاولة حل المشاكل التي ما زال الكثير منها قائما حتى اليوم، كما أكد أنه سيحاول القيام بهذا الواجب حسب الاستطاعة.