استغربت أمس حركة النهضة لجوء عضوها القيادي، عدة فلاحي، إلى تقديم استقالته من صفوف الحركة دون توجيهها إلى الهيئات المخولة لها. وقال عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام في النهضة، علي حفظ الله، إن “عدة فلاحي شخص غريب وقد اعتاد التجوال السياسي، واستقالته هي بمثابة رفض الامتثال لقرارات لجنة الانضباط التي هي بصدد الفصل في ملفه”. أكد علي حفظ الله، في تصريح ل”الفجر” أمس، أنه “كان من الواجب على عدة فلاحي أن يوجه استقالته إلى مجلس الشورى الوطني بصفته الهيئة التي ينتمي إليها ويقدم استقالته لرئيسها”، وهذا ما جعله يعلق قائلا “إن فلاحي غريب الأطوار واستقالته لا تعني شيئا، ولم يصل الحركة أي شيء رسمي (إلى غاية كتابة هذه الأسطر)، وسيحال ملفه على لجنة الانضباط”. وبالنسبة للمتحدث فإن “فلاحي استبق الأحداث وسارع إلى تقديم استقالته خوفا من القرار الذي ستتخذه لجنة الانضباط بشأنه، كون الملف التأديبي الذي بين يديها ستتم دراسته حتى ولو قدم استقالته”، ثم واصل “لا يمكن اعتبار استقالته خسارة للنهضة لأن الحركة في غنى عن الأعضاء الذين لا يحترمون قراراتها ولا يلتزمون بمبادئ الحزب”. وكان العضو القيادي في النهضة والبرلماني السابق، عدة فلاحي، قد قدم استقالته بتاريخ 24 مارس الجاري إلى المكتب الولائي للحركة بغليزان، تلقت “الفجر” نسخة منها، وهو ما استغربه قياديو الحركة، حيث بالنسبة لهم كان من الواجب تسليمها للهيئات القيادية التي ينتمي إليها، في إشارة إلى مجلس الشورى بما أنه عضو فيه. وتأسف عدة فلاحي في رسالة الاستقالة للقرار المتخذ بعد النضال المشترك في خدمة الدين والوطن، حيث قال إنه “جاء الوقت الذي وجد فيه اغترابا للانتماء إلى حركة النهضة”، وهذا ما جعله يلجأ إلى الاستقالة من صفوف الحركة. للإشارة كانت الحركة قد قررت إحالة فلاحي على لجنة التأديب بسبب تصريحاته المتتالية والتعبير عن مواقف من مختلف القضايا الوطنية، وخاصة رفضه لعودة عبد الله جاب الله إلى صفوف الحركة في إطار مشروع لم الشمل، واعتبر أن المسعى دليل على افتقار الحركة لرؤية ومشروع سياسي مقنع، وهو ما لم تهضمه قيادة الحزب التي طلبت منه التزام الصمت، كون الحركة لها ناطق رسمي، وهو ما لم يلتزم به هذا القيادي، لتتم إحالته على لجنة الانضباط.