بعد أيام قليلة من صدور ألبومه الغنائي الجديد، حاولت “الفجر” أن تحاور مطرب الأغنية العاصمية، سمير تومي، لمعرفة تيمات هذا العمل الجديد الذي جاء، كما قال، تكريماً للمرأة الجزائرية، في شهر الاحتفال بيومها العالمي.. فكان هذا الحوار.. في داخلي ممثّل واعد ينتظر الإكتشاف في البداية، نهنئك على ألبومك الجديد الذي صدر منذ أيام..”حابه نشوفك”، ثم ماذا تقوم لقراء “الفجر” عنه وما قدمت فيه من أعمال فنية جديدة، تضاف إلى سلسلة الأعمال التي سبق أن قدمتها منذ 15 سنة أوأكثر؟ أشكركم على تواصلكم الدائم معي ومع باقي الفنانين الجزائريين، دون ممارسة أي إقصاء، وهذا ما نلمسه في جريدكم الغراء.. الألبوم هذا، كما اطلعت عليه، فيه 9 أغاني عاصمية جديدة، منها أغنيتان في شكل ديو، وجاء كنوع من التكريم للمرأة الجزائرية احتفالا باليوم العالمي للمرأة. صحيح أنني قدمت الألبوم متأخراً نوعا ما في سوق الكاسيت، لكن هذه أمور تحدث كثيراً للفنانين، وهي أمور تقنية أكثر منها أمور تتعلق بالفنان نفسه. الجديد في هذا الألبوم هو أن جميع أغاني الألبوم التسعة، خاصة بالمرأة الجزائرية، التي فرضت نفسها بقوة في المشهد المحلي والعربي والدولي، وأيضا كان فيه تعاون مع المطربة القديرة لطيفة رأفت، بالإضافة إلى تعاوني مع الفنان والصديق العزيز عبد القادر شاعو. مع من تعاملت في هذا الألبوم الذي جاء مختلفاً عما طرحته سابقاً من ألبومات؟ لم يكن هناك اختلاف في التعامل، فأنا أتعامل مع ذات الشخص منذ مدة، فقد جاءت كلمات وألحان الألبوم هذا بتوقيع المبدع عبد الرحمان جودي.. طيب؛ ماذا أضافت تجربة الديو التي قدمتها في هذا الألبوم، عن الألبومات السابقة لك، حيث كنت قد تعاونت مع عدد من الأصوات الغنائية الجزائرية التي تؤدي الطابع العاصمي؟ قدمت في هذا الألبوم الذي حمل عنوان “حابه نشوفك”، وهو عنوان الأغنية الديو الذي جمعني مع الفنانة المغربية القديرة لطيفة رأفت. أما الديو الثاني فقد جمعني مع الصديق الفنان عبد القادر شاعو وحملت الأغنية عنوان “بنت دزاير”، وهي أغنية جاءت مني ومنه لتكريم المرأة الجزائرية التي تتميز عن باقي نساء العالم في النضال والتاريخ الثوري المشرف من جيل الثورة إلى الجيل الحالي الذي بدأت فيه المرأة تحقق إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة التي أضحت تشغلها، ورفعت الراية الوطنية في كل المحافل الدولية.. وبالعودة إلى بداية سؤالك، أقول لك إن الديو كان ولازال يشكل نقطة هامة في إثراء القعدات الشعبية، أو بمعنى آخر له أثره القوي في الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية. ولو كنت من المتتبعين لهذا النوع من الأغاني لوجدت بأن التعاون الذي جمع فيما مضى بين القديرين عبد القادر شاعو ونادية بن يوسف، لوجدت بأن المزج بين هذين الصوتين خلق نكهة جديدة ومميزة للأغنية العاصمية. ^ معروف عن سمير تومي أنه يقدم في كل ألبوم جديد، إعادة لأغنية قديمة مأخوذة من التراث الأندلسي، لكننا في هذا الألبوم لم نلاحظ هذا..هل يمكننا القول إن تومي أراد إحداث نوع من التغيير على مستوى النص والموسيقى التي يقدمها؟ لا يمكن لي ولا لغيري من الفنانين أن نحدث تغييراً أو تحديثاً للنص أو الموسيقى الأندلسية، أنا هنا أتحدث من منطلق أنني خريج المدرسة الأندلسية، وما كنت أقوم بإعادته في أعمالي السابقة من أغاني تراثية لم يكن بهدف إحداث نوع من التغيير في النوع الأندلسي أو الحوزي الذي أقدمه، لكنه كان نوعا من التكريم لأعمدة الأغنية الأندلسية ومشايخ الحوزي الذي تزخر بهم الجزائر. وتلك الإعادة للأغاني كانت نابعة من حرصي على الإهتمام والمحافظة على هذا الموروث الفني الذي تركه لنا الجيل الذي سبقنا. كيف ترى المشهد الغنائي العاصمي اليوم؟ لا بأس به.. هو يسير على وتيرة جيدة، على خلاف الطبوع الغنائية الأخرى التي تزخر بها الجزائر، وكل هذا بفضل الأسماء والوجوه الفنية الجديدةالشابة التي أصبحت تهتم بالتعريف بهذا النوع من الطبوع الغنائية، وما ساعدهم في هذا هو التطور الملحوظ الذي أضحت تشهده الموسيقى بشكل عام، والتي ساعدت على تحسين وأداء الفن الأندلسي من خلال طبيعة وقوة الصوت. كنت قد قمت في السنة الفارطة، دوراً فنيا من خلال المسلسل الاجتماعي “جمعي فاميلي 2”، هل لك أن تحدثنا عن هذه التجربة؟ صحيح.. لقد كانت لي تجربة الوقوف أمام الكاميرا من خلال مسلسل “جمعي فاميلي 2”، مع الصديق العزيز جعفر قاسم، وقد كانت تجربة جد ناجحة على المستوى الشخصي، وكانت فرصة للجمهور أن يتعرف على سمير تومي الممثل، فأنا أعتقد بأن الفنان قادر على أن يكون ممثلاً وملحناً وكاتب كلمات ومخرج و..لأنه ببساطة فنان ويجب على الفنان أن يمتلك القدرة على التمثيل والغناء. ألا تخاف أن تفقد جمهورك ومستمعيك من خلال إقدامك على خطوة التمثيل، وهم الذين اعتادوا عليك كمغن؟ لا بالعكس..لقد كانت أصداء مشاركتي في هذا العمل جد طبية، هذا ما حفزني على أن أفكر في خوض هذه التجربة مرة أخرى.. وعلى كل حال لا يمكنني أن أفقد جمهوري لأنني لم أتخل عن الغناء لأنه، وكما يقولون بالعامية عندنا..”الغناء ساكنلي فالدم”. إذاً يمكننا أن نراك مرة أخرى ممثلاً..؟ بعد تجربتي الأولى تلك أصبح لدي إيمان اليوم أنني قادر على التمثيل.. وبالتأكيد لو أتيحت لي فرصة التمثيل سأكون مسروراً جداً لخوض غمار هذه التجربة من جديد، سواء من خلال العمل التلفزيوني أو من خلال العمل السينمائي. وماذا سيقدم المطرب سمير تومي بعد “حابه نشوفك”، لجمهوره ومحبيه.. خاصة ونحن على أبواب الصيف والأعراس، وأكبر عرس للجزائر هو مشاركة منتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا؟ جديدي هو أنني أحضر لطرح هذا الألبوم، في العاصمة الفرنسية باريس، خلال الأيام القليلة القادمة، حتى يطلّع عليه الإخوة الجزائريون والعرب في المقيمين بالمهجر. كما سيتم بالموازاة مع طرح هذا الألبوم حفل غنائي بالمركز الثقافي الجزائري بفرنسا احتفاء بطرح هذا العمل. أما بالنسبة لما سأقدمه للمنتخب الوطني الجزائري المشارك في مونديال جنوب إفريقيا، فأنا أدرس عدة عروض، وإن شاء الله سأقدم أحسن ما يمكن تقديمه لأشبال رابح سعدان الذي أدخلوا الجزائر والشعب الجزائري في سعادة بفضل تأهلهم التاريخي لمونديال الأبطال بعد تقديمهم لمباراة في القمة بالعاصمة السودانية الخرطوم ضد المنتخب المصري، والتي عادت لصالح “الخضر” نتيجة وأداءً.