هو إنسان رزين ومحترم، مطرب من الطراز الأول، يؤمن بأن الفن رسالة وأن الغناء عالم إبداع وعطاء، له أكثر من ثلاثين سنة على الساحة الفنية، لم ينجز خلالها سوى (05 ألبومات)، إلى جانب ألبومه الصادر مؤخرا، فالعبرة بالنسبة إليه في الكيف لا الكم، وهذا ما جعل أغانيه كلها هادفة ونظيفة·· غابت عنا أخباره مدة، لكن مع صدور آخر إنتاجه اغتنمناها فرصة لاستضافته والتحدث معه لمعرفة المزيد عن جديده ورصده لجمهوره ومحبيه من خلال هذا الحوار الذي أجريناه معه···ضيفنا إذن، هو عازف القيتار، صاحب الأنامل الذهبية المطرب الرومانسي الملتزم، الفنان بوعلام شاكر·· - بعد 6 سنوات من الانتظار، ها هو الفنان بوعلام شاكر يفاجئنا بألبوم، حدثنا عن هذا العمل الجديد··· * هو ألبوم يضم 5 أغنيات، اعتمدت فيها على الألات الموسيقية التقليدية، كلمات الأغنيتين الأولى والثانية لكمال سي محمد، وهي جئت أراك وإيرجع الزمن·· أما الأغنية الرابعة وهي أيوليو وهي إعادة لأغنية الفنان عبد القادر فتحي التي أداها في الخمسينيات من كلمات محمد حلمي، الأغنية الخامسة عبارة عن مديح ديني بعنوان المومنين وكنت قد سجلتها للتلفزيون، كما أديت ديو مع رضا السيكا بعنوان لو تعرفي حيث أغني بالقبائلية ويعيد رضا ذات المقطع بالفرنسية، الى جانب بعض المعزوفات الموسيقية من إبداعي، التعديل الموسيقي لأمير عدلان· - إعادة الأغاني القديمة الناجحة أصبحت موضة، لكن لاشك أن هذه الظاهرة قد جمدت الناحية الإبداعية، ما تعليقك؟ * نعم·· فجميل أن نعيد أغنية واحدة ضمن ألبوم كامل تكريما لمن أداها، وتذكيرا بصاحبها، لكن أن نعيد اغاني كل الألبوم فهذا أمر غير معقول، فأنا مثلا أعدت أغنية للفنان عبد القادر فتحي لأذكر به وبها، لكن عدا هذه، فكل الأعمال الأخرى من إبداعي وإبداع المؤلفين، وأنا فخور بعملي، فحتى إن لم ينل نجاحا المهم أني اجتهدت وانتجت عملا نظيفا وهادفا، ولم أدخل زحمة من دخلوا إعادة الأغاني القديمة الناجحة، هذه الظاهرة التي للأسف استفحلت وقضت على الناحية الإبداعية، وأصابت الساحة الفنية بالكسل والخمول، والشيء المؤسف أكثر هو تشجيع الجمهور لها وكذا شركات الإنتاج، التي باتت ترفض الاغاني الجديدة غير المضمونة النجاح، وتخشى المجازفة بها خوفا من الخسارة المادية أكيد· - نفهم مما قلته أن ألبومك الجديد من تمويلك؟ * أجل، حتى أني صورت ثلاث أغنيات من الألبوم على شكل كليب في فرنسا بإمكانياتي الخاصة، ولم يبق سوى التركيب الذي سيكون على حسابي أيضا، الذي يجتهد ويبدع لابد أن ينفق كذلك، هذا هو حال الفنان المجتهد اليوم!! - وماذا عن فكرة الديو مع رضا السيكا؟ * الديو الرجالي موجود، فقد سبق وأن أدى الفنانون يوسف بوخنتاش ورحال الزبير ديو، وأريد توضيح أمر هام بالنسبة لهذا الديو، فأنا أؤدي المقطع بالقبائلية ورضا السيكا يعيد نفس المقطع بالفرنسية، وهذا لمساعدة المستمع الذي لا يعرف القبائلية على فهم مضمون الاغنية، عكس ما حدث في الديو الذي أديته ذات يوم مع المطربة شابحة وكانت أغنية أسا تمغرا أنزهو مرة (اليوم العرس سنفرح جميعا)· - بوعلام شاكر كغيره من الفنانين الجزائريين، اتجه بدوره الى الأعراس، أليس مؤسفا أن يصبح نشاط معظم فنانينا متوقفا على المناسبات العائلية فقط؟ *بالفعل، من جهة هو مؤسف، لكن من ناحية أخرى نحمد الله على أن هناك الأعراس، ففي الوقت الحالي لا حفلات ولا مهرجانات عدا رمضان، ونحن كفنانين بأمس الحاجة الى عطاء فني والى دخل مادي، والأعراس تكفل لنا الحاجتين، وأنا شخصيا مطلوب بكثرة في الأفراح لسمعتي الطيبة، واحترامي للعائلات التي تضع ثقتها في وتدخلني بيوتها وسط نسائها وبناتها، لأصبح كفرد من أفراد العائلة، وهذه نعمة أشكر الله عليها، وطبعا أكون عادة مرفوقا بالفنان نور الدين دزيري· - بوعلام شاكر، غنى في 48 ولاية، ومؤخرا وفي إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية، كانت له أيضا جولة، فما مدى صداها؟ *الحمد لله، لقد كان لها صدى طيب، فقد كنت رفقة مصطفى قروابي وسمير تومي في هذه الجولة التي شملت كل من العاصمة، المدية، عين الدفلى، وقد وفقنا الى حد كبير بإرضاء أذواق الجمهور· - وماذا عن النشاطات التضامنية؟ * شاركت خلال شهر رمضان المبارك في حفلين تضامنيين مع مؤسسة فنون وثقافة، بمناسبة اختتان الأطفال اليتامى، كما ساهمت بحفل في مستشفى زرالدة وآخر بدار الشيخوخة، وكما هو معروف أديت أغنية أبابا التي لا تزال محبوبة ومطلوبة حتى بعد 20 سنة من صدورها، وهو الأمر الذي أكد لي أن المقياس الحقيقي للنجاح هو بقاء الأغنية حية في القلب والذاكرة، حتى إن لم تحظ بمبيعات مرتفعة، والنجاح الحقيقي بالنسبة لي أيضا، هو الحفاظ على السمعة الطيبة التي تعد رأس مال الفنان· - الدعاية ومدير الأعمال عنصران أساسيان للدفع بالعمل، ما رأيك؟ * أكيد، الدعاية مهمة جدا جدا، ومدير الأعمال ضروري جدا في حياة الفنان، لكن للأسف نحن نفتقر لهاذين العنصرين، الى جانب المساندة الإعلامية، لأنها تلعب دورا اساسيا، إذا ما كتبت الجرائد عن عمل المطرب ونقلت الاذاعة والتلفزيون جديده، حيث نشاهد يوميا الدعاية الكبيرة التي تضمنها القنوات العربية لبعض الأغاني وإن كانت عادية جدا، فنحن نأمل في أن نحظى بجانب من الدعاية عبر وسائل الإعلام كدعم للفن النظيف الأصيل الذي يجب أن يبقى شامخا· - هل من مشاريع مستقبلية؟ *هناك مشروع أفكر في إنجازه منذ 20 سنة، ويتمثل في ألبوم موسيقى بالقيتار يكون هديتي لكل محبي الموسيقى الهادئة، ولا يفوتني أن أوجه عبر جريدة المساء، تحية عطرة وعبارات الود لجمهوري الذي أهديه آخر أعمالي، والذي أتمنى أن أكون عند حسن ظنه·