سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوسطية ليست استرضاء للسلطة بل هي توازن يعصم الشباب من الغلو ويحفظ الثوابت بينما دعا ملتقى نواقشط إلى إدماج مفاهيمها في المناهج التربوية، عبد الرحمان سعيدي :
دعا علماء ومفكرون مشاركون في الملتقى الدولي الأول للوسطية في موريتانيا إلى تعزيز الوسطية عبر إدماج مفاهيمها الصحيحة في البرامج التربوية، واعتبر البيان الختامي للملتقى أن الوسطية ليست مداهنة للأنظمة أو تحاملا على الشباب، بل هي تصحيح للنظر والمفاهيم وتقويم للأداء والسلوك أكد رئيس مجلس الشورى لحركة مجتمع السلم، عبد الرحمان سعيدي، في كلمته خلال الملتقى الدولي المنظم بنواكشوط، العاصمة الموريتانية، تحت عنوان “الوسطية في الإسلام الفهم والتطبيق”، أن الوسطية في الإسلام توازن يعصم الفرد من الوقوع في الإفراط والتفريط، محافظا على الثوابت دون تحجر. مضيفا أن معاناة الأمة الإسلامية من مظاهر العنف والغلو والتفريط يستدعي العودة إلى المفهوم الصحيح للوسطية. وأشار، أمس، عبد الرحمان سعيدي إلى أن العلماء يتحملون جزءا هاما من مسؤولية التوجيه والترشيد، خاصة مع فئة الشباب، للوصول إلى ترسيخ المفهوم الصحيح للوسطية، وأنها ملجأ الأمان الذي يوحد المجتمعات ويرفض العدوان والتعصب والغلو، ويدعو إلى التعايش السلمي في احترام وحوار وتعاون، موضحا أن دعوة المؤتمرين من علماء الأمة الإسلامية إلى اعتماد الوسطية في التعاطي مع نصوص الشريعة ليس “مداهنة” أو استرضاء للأنظمة، أو تحاملا على الشباب، وإنما هي تصحيح للمفاهيم وتقويم للسلوك وترشيد للعلاقات، وفق البيان الختامي للملتقى. وأضاف ممثل الجزائر، عبد الرحمان سعيدي، في التوصيات الصادرة عن الملتقى، رفقة عدد من علماء العالم الإسلامي جاءوا من 20 دولة، أن إدماج مفاهيم الوسطية في المناهج التربوية أصبح ضرورة لمواجهة الغلو الذي يقود القتل والدمار والإرهاب قبل اعتماد المعالجة الأمنية، التي تعتبر آخر الحلول، داعين الأنظمة والعلماء إلى انتهاج أسلوب التيسير مع الغلاة والمتعصبين. ويأتي ملتقى الوسطية بموريتانيا استمرارا لما حدث في الجزائر مع رسالة التائب حسان حطاب، الزعيم السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال، الموجهة للعناصر الإرهابية التي تنشط ضمن تنظيم دروكدال، يدعوهم من خلالها إلى ترك العمل المسلح وإعلان توبتهم والعودة إلى أحضان المجتمع، باعتبار أفكارهم وفتاويهم غير صحيحة ومغلوطة الفهم، إلى جانب ميثاق السلم والمصالحة الذي اعتمده رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وحققت نتائج، قال عنها المراقبون إنها جد إيجابية، وأهم خطوة ساهمت في الحد من الإرهاب والغلو في البلاد. ويضاف هذا الإنجاز الكبير فيما أصبح يعرف بالمراجعات الفكرية، إلى ما اعتمدته طرابلس في الأشهر الأخيرة مع الجماعة الليبية المقاتلة، لما فيه من نصوص تعتمد الوسطية، حررها زعماء في الجماعات المسلحة، وأدت إلى عودة عدد من العناصر الإرهابية إلى ذويهم، وقابلتها طرابلس بالإفراج عن 251 معتقل منهم خلال الأسبوع المنصرم، مع دعوة المسلحين الناشطين في تنظيم دروكدال، خاصة في الجزائر، للعودة إلى ليبيا والتأكيد أنهم أخطأوا الهدف، ما يجعل ملتقى الوسطية بنواكشوط حلقة مستمرة من تجربة المصالحة الجزائرية التي أصبحت مرجعا أساسيا للدول.