وسط حضور إعلامي كبير، قدمت مساء أول أمس، الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، لقرائها ومحبيها، بعد طول انتظار، طاقم عمل مسلسل “ذاكرة الجسد”، المأخوذ عن روايتها المثير للجدل التي تحمل ذات العنوان، بحضور مقتضب لطاقم عمل المسلسل، وذلك بفندق الحبتور، شرق العاصمة اللبنانية بيروت مستغانمي: أعوّل على اللمسة السحرية لأنزور وريم حنا مستغانمي حسمت، أخيراً، أمر مشروعها الذي كانت قد أفصحت عنه منذ سنوات، غير أن الظروف المحيطة بالعمل حال دون تحقيق ذلك - تقول مستغانمي - إلا أن الوقت الحالي وفريق العمل الذي وقعت عليه بعد طول الانتظار جاء ليحقق لنصها ما رغبت في تحقيقه في المكتبات العربية والعالمية، من خلال اللمسة السحرية التي تمتلكها السيناريست ريم حنا، وكذا المخرج المتألق نجدت أنزور، بالإضافة إلى كوكبة من الممثلين والمبدعين العرب الذي سيقدمون على الشاشة الصغيرة، أحداث الرواية التي حققت ولا تزال أعلى نسبة مبيعات في جلّ معارض الكتاب الدولية، رغم أن تاريخ صدورها كان منذ سنوات طويلة. وقالت مستغانمي إن تصوير أحداث المسلسل الموسوم ب”ذاكرة الجسد”، ستكون في كل من بيروت، الجزائر، باريس، إذ اختار طاقم العمل المناطق التي ستجرى بها أحداث تصوير هذا المسلسل، بعناية تامة، حتى تجعل من بيئة هذه المناطق الثلاثة شبيهة بالبيئة التي ولدت فيها أحداث روايتها منذ عقود. وأضافت المتحدثة، في كلمة شبيهة بنص شعري، بأنها سعيدة بالتطورات السريعة التي حدثت في الفترة الأخيرة، والتي أعادت لها الأمل في تحقيق هذا الحلم الذي ظلّت تنتظر تحقيقه منذ سنوات، “وكلما أردت أن أتركه خلفي، وجدته أمامي.. أما اليوم فلم يبق لي من العمر إلا الدفاع عن هذا العمل بعد 17 سنة من خروجه إلى النور، مع أنني كنت أراهن على كوننا نكتب أعمالاً كي تدافع عنّا فإذا بنا ندافع اليوم عنها”. أما عن التأخير الذي طال هذا المشروع، والذي حال دون البدء في تصويره منذ أشهر، كما تم التخطيط له مسبقاً، قالت مستغانمي إن طبيعة العمل فرضت على الطاقم المكلف بإخراجه إلى النور التخطيط والتدقيق، خاصة أن العمل يمس تاريخ دولة بحجم الجزائر. وفي سياق متصل، كشف المخرج نجدت أنزور، خلال الكلمة التي ألقاها بالمؤتمر الذي أقيم للإعلان الرسمي عن الشروع في تصوير أحداث مسلسل “ذاكرة الجسد”، أن الانطلاقة ستكون في العاصمة اللبنانية بيروت، وبالتحديد في إحدى المناطق الجبلية بالمنطقة، وذلك في بداية الأسبوع الثاني من الشهر القادم. وبخصوص العمل الروائي الذي يدخل مغامرة تصويره بعدما تركه أكثر من مخرج عربي آخر، قال أنزور في تصريح مقتضب ل”الفجر”، على هامش المؤتمر الصحافي:” أعلم جيداً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي في هذا المشروع، خاصة إذا ما نظرنا إلى ما تحمله، إلا أنني سأحاول وطاقم العمل الذي سيشرف على إخراج هذا العمل أن نقدمه في أحسن فكرة.. على العموم لن تكون هناك أي صعوبة”. من جهته عاد الممثل السوري جمال سليمان، بطل مسلسل “ذاكرة الجسد”، إلى الهجومات الأخيرة التي تعرض لها من قبل بعض الأطراف الخفية، التي حاولت أن تقحمه في أمور لا تعنى لا بالثقافة ولا بالفن ولا بالأخلاق، حسبما صرّح به لبعض وسائل الإعلام العربية التي كانت حاضرة لتغطية المؤتمر. وفي هذا الصدد قال سلمان إنه كعربي، وقبل أن يكون فناناً، فهو حريص على أن تكون روح العروبة هي الروح السائدة في كل المجتمعات العربية، وأنه كفنان لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن ينساق وراء ادعاءات كاذبة أطلقتها بعض الجرائد الصفراء هنا وهناك، وهو شخصياً يعتزّ بالشعب الجزائري وبالجزائر كما يعتز بكل الدول العربية الشقيقة، فيم ثمن دور الإعلام النظيف والذي يسعى لنشر فكر التسامح بين مختلف أوطاننا العربية. وقد كشف منظمو هذا المؤتمر، وهم إدارة تلفزيون أبو ظبي المشرف على إنتاج المسلسل، عن بعض الأسماء العربية التي ستشارك في إخراج هذا العمل إلى النور، من بينهم الموسيقار اللبناني والممثل جهاد الأندري، بينما سيكون صوت المطربة الملتزمة جاهدة وهبة، مقدمة ونهاية حلقات هذا العمل، وستكون الموسيقى التصويرية للمسلسل من توقيع الموسيقار اللبناني شربل روحانا، الذي سبق له أن قدم العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية العربية. للتذكير فإن أحداث مسلسل “ذاكرة الجسد” تدور حول حقبة تاريخية مهمة من نضال الجزائر، من خلال البطل خالد بن طوبال، الذي سيمثله الفنان السوري جمال سليمان، بالإضافة إلى خريجة برنامج ستار أكاديمي لبنان، الجزائرية أمل بوشوشة.ولم يتم الكشف بعد عن باقي الممثلين، في الوقت الذي أكد فيه المخرج نجدت أنزور على كون العمل سيكون حاضراً بعد أربعة أشهر من تاريخ بداية تصوير أحداث العمل، على أكثر تقدير.