مصالح الحماية المدنية لولاية أم البواقي، السنة الماضية، حوالي 11 حالة وفاة بالغاز المنزلي على مستوى الولاية، كما كشفت المكلفة بالاتصال بالمديرية الولائية لشركة سونلغاز، بن زليخة، ل “الفجر” أنه تم إحصاء عدة تدخلات عبر ولاية أم البواقي من طرف أعوان الحماية المدنية وأعوان سونلغاز السنة الفارطة نجمت عنها عدة وفيات، مرجعة السبب إلى إهمال المواطنين ولامبالاتهم. وشرعت الشركة الوطنية للكهرباء والغاز بولاية أم البواقي، منذ بداية العام الجاري، في تنظيم أيام مفتوحة تحسيسية حول مخاطر استعمال الغاز المنزلي والوقاية والموت المفاجئ نتيجة التسربات الغازية، التي يكون الفرد أحد أكبر المتسببين فيها، وذلك بغية التقليل من مخاطر حالات الاختناق بمادة الغاز الطبيعي وتقليص حالات الموت المفاجئ جراء التسربات، فعدم التقيد بشروط استعمال هذه المادة كثيرا ما يكون ذا نتائج وخيمة على المستوى البشري والمادي، إذ تم توزيع مطويات حول الإجراءات والاحتياطات الواجب اتخاذها لتفادي التسرّبات بعد أن تم تسجيل العديد من الحالات والحوادث المؤلمة بولاية أم البواقي راح ضحيتها عشرات الأفراد، إن لم تكن أسر بأكملها، على غرار كل من بلديات عين مليلة وعين فكرون وعين البيضاء وسيقوس وأم البواقي وعين كرشة وقصر الصبيحي ووادي نيني وبوغرارة السعودي. ولم تقتصر هذه العملية التحسيسية على الأماكن العادية أو الأحياء والتجمعات المغلقة أو الإعلام من خلال الملصقات، بل شملت أيضا المؤسسات المدرسية، إذ يحاول من خلالها المشرفون على الحملة إيصال رسالتهم التي يودون أن تدخل كل بيت. للإشارة، مست هذه العملية إلى غاية اللحظة العديد من المؤسسات التربوية، حيث انطلقت الحملة مع بداية شهر جانفي2010، وتستمر إلى غاية نهاية العام الجاري، إضافة إلى الخرجات الميدانية الأخرى لأعوان المصلحة عبر العديد من الأحياء والبلديات مجنّدة في ذلك لجانها بما أنهم عارفون بالطرق الأكيدة التي تأتي بالثمار وبأسهل الطرق، أي التحسيس وتأكيد التزام الحذر والحيطة طيلة فترات البرد، لا سيما تفقّد أنابيب الغاز والروابط وأدوات الإحكام، وبالتالي الحث على تجنب الخطر الناجم عن طرح أول أوكسيد الكربون داخل المنازل، لا سيما المغلقة منها، إذ يتسبب في هلاكهم لعدم ترك فتحات للتهوية الضرورية لتفادي الخطر وإمكانية النجاة في كل الأحوال. يأتي هذا، في الوقت الذي فاقت فيه نسبة التغطية بالغاز الطبيعي 70 ٪ عبر كامل تراب الولاية، الأمر الذي ترك مؤسسة سونلغاز تكثف من نشاطاتها التحسيسية في هذا الميدان. وحسب مصادرنا، فإن المؤسسة وضعت برنامجًا خاصًا في هذا الشأن، ويعد الأطفال المتمدرسون من بين أولى الفئات التي تم برمجتها على رأس القائمة بالدرجة الأولى، وتقدم لهم في هذه الحملة التحسيسية شروحات توضيحية عبر الصور حول الوقاية من حوادث تسربات الغاز وأسبابه وأخطاره.