تتواصل زيارة الوفد الإنساني اليمني إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف حيث تعرف أعضاؤه بعد خمسة أيام من التواجد بين سكان المخيمات على ظروف حياة هؤلاء بسبب الاحتلال المغربي لأراضيهم منذ 37 سنة، وتأكدوا أن قضية الصحراء الغربية ليست قضية انفصال لمجموعة من السكان عن المغرب كما تدعي سلطات الرباط لتبرير احتلالها. وأجمعت القيادات الصحراوية التي التقت الوفد أن الجمهورية العربية الصحراوية لم تتنكر يوما لانتمائها العربي وأنها تعمل دائما من اجل تحقيق الوحدة العربية في إطار الاحترام المتبادل بين الدول العربية رغم تجاهل معظم الدول العربية لحقيقة المأساة الصحراوية. فأينما حل الوفد اليمني خلال زيارته الميدانية عبر مختلف مخيمات اللاجئين الصحراويين كان لموضوع الوحدة العربية نقطة جدل مفادها أن مفهوما خاطئا لدى العرب بخصوص القضية الصحراوية أنتج موقفا تم ترسيخه في أوساط الشعوب العربية، عملت المغرب الطرف المحتل للصحراء الغربية على ترويجه عبر وسائل الإعلام، ويتعلق الأمر بإصرار الادعاء أن قضية الشعب الصحراوي قضية انفصال وليست قضية تصفية استعمار تنتظر استفتاء لتقرير المصير مثلما أقرته مواثيق وقرارات الشرعية الدولية. أكد الخطري أدوه والي مخيم السمارة لدى استقباله للوفد اليمني أن مثل هذه الوقفة سوف تحرك سكون المواقف العربية مرجعا سبب جهل العرب بحقيقة القضية إلى التضييق الممارس من طرف النظام المغربي والتعتيم الإعلامي الذي يفرضه. وقال أن القضية الصحراوية لا تزال مجهولة في العالم العربي في وقت وصلت فيه إلى دول شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وكل أوروبا. وأرجع هذه الوضعية إلى تعنت النظام المغربي وفرضه لخناق إعلامي رهيب على القضية والترويج لما يحدث على انه محاولة للمساس بالوحدة الوطنية المغربية وأن قضية الشعب الصحراوي قضية انفصال مستغلا بذلك وضع وضعف العواطف العربية تجاه كل ما يمس القومية العربية ورفض تفتيت الوطن العربي وبذريعة أن الصحراء الغربية هي إقليم تابع للإمبراطورية المغربية. وأكد أن الأحزاب السياسية المغربية ما تزال تحمل الفكر التوسعي الذي يدعو إلى إقامة المغرب الكبير والذي يضم المغرب وموريتانيا وجزء من الجزائر وشمال مالي والصحراء الغربية قبل أن يشدد على أن تحقيق الوحدة العربية تتطلب منهجية جديدة تأخذ بواقعية جديدة لا يجب أن تتم بالضرورة على حساب الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير. وانتقدالخطري ادوه صمت الإعلام العربي وعدم تفاعله فيما يحدث على الأراضي الصحراوية المحتلة وفي المغرب، مؤكدا أن غياب الإعلام العربي وعدم اكتراثه بحقيقة ما يجري في الصحراء الغربية لا يجد له أي مبرر ولا يمكن تقبله خاصة وأن كل القوانين الدولية أنصفت قضية الشعب الصحراوي. من جهته قال عبد الله السويلم الأمين العام لوزارة الإعلام الصحراوية أن القضية الصحراوية ليست قضية انفصال مثلما يحاول الاحتلال المغربي الترويج له وإقناع الدول العربية به، موضحا أن الشعب الصحراوي مع الوحدة العربية ولكن مع احترام حقوقه. واتهم بعض الدول العربية بوضع عراقيل أمام التعريف بالقضية الصحراوية على مستوى الوطن العربي بعد أن ضغطت ومنعت بث برامج التلفزيون الصحراوي عبر قمر ''عرب سات'' و ''النايل سات'' إضافة إلى وقوع كبرى القنوات الفضائية العربية في أخطاء لا تغتفر حيث تلجأ غالبا في تحليل المواضيع ذات الصلة بالقضية إلى صحراويين مقيمين بالمغرب معروف عنهم ولاءهم للنظام المغربي. فيما اعتبر مدير الإذاعة الصحراوية نظرة الشعوب العربية إلى القضية الصحراوية ب ''الضيقة'' لأنها تنظر لها من زاوية قومية ضيقة وبمبرر أنها تمس بالوحدة العربية رغم انها قضية تصفية استعمار باعتراف قرارات هيئة الأممالمتحدة.