تترقب الأسرة الدولية ومنظمات المجتمع المدني والأوساط الإعلامية في العالم ما ستقدم عليه السلطات المغربية اليوم عقب وصول الوفد الصحراوي لحقوق الإنسان المكون من 12 عضوا يقودهم كل من الحقوقي الصحراوي انعمة اسفاري والمناضلة مفقوءة العين السيدة سلطانة، بالإضافة إلى أقدم سجين سابق في إفريقيا - بعد نيلسون مانديلا- محمد ددش ب24 سنة في السجون المغربية منها 15 سنة عاشها في ظل الحكم عليه بالإعدام، وفي هذا الصدد أكد الحقوقي الصحراوي انعمة اسفاري في رد عن سؤال ل ''الحوار'' أنه قد تم تنبيه أغلب المنظمات الحقوقية والعاملة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، محملا السلطات المغربية مسؤولية أي خطأ في حق الوفد الصحراوي الثالث الذي يزور المخيمات، وتجدر الإشارة إلى أن الوفد قد سلم أمس رسالة إلى رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي قيل أنها لن تفتح إلا بعد معرفة مصير الوفد الذي نزل اليوم في مطار ''كازا'' المغربية. وجاء ذلك عقب تنظيم الوفد الحقوقي الصحراوي لندوة صحفية أمس الأحد بدار الصحافة طاهر جاووت طاف من قبلها على أغلب دور الصحف بها، وكانت ''الحوار'' قد بادرت بسؤال الحقوقي الصحراوي انعمة اسفاري حول ما إذا كان الوفد الإنساني وباقي المنظمات الصحراوية قد أخطرت المنظمات الحقوقية العالمية بزيارتهم إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، حيث أكد القيام بذلك، مشيرا أن كل المنظمات الحقوقية الصحراوية قد اجتهدت في العمل في هذا الاتجاه منذ ال20 من مارس الفارط وهو التاريخ المصادف لوصول الوفد إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، مضيفا إليها حتى أوساط تعمل في الهيئة الأممية وعلى رأسها الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كيمون. وزاد المتحدث بالقول ''سننزل غدا في مطار الدارالبيضاء ونحن ننتظر الاعتقال، مثلما حدث لنا في السابق ومثلما حدث للمناضلة الحقوقية أميناتو حيدار لأن النظام المغربي قد عودنا على مثل هذه التصرفات''، وأكد المتحدث أنهم لن ولم يندموا على ما قاموا به بل سيواصلون المسعى نظرا لأنهم يحملون رسالة شعب ووصية من ماتوا على تلك الأرض. من جانبه قال أقدم سجين في إفريقيا السيد محمد ددش، أن المغرب يحتجز إلى غاية اليوم الوفد الحقوقي الأول و المكون من 11 شخص و كلهم وراء القضبان اليوم، مؤكدا أن نفس المصير يمكن أن يلقوه بدأ من اليوم . من جانبها كشفت الحقوقية سلطانة خيا- وهي السيدة المعروفة بنضالها حيث فقأت سلطات الاحتلال المغربية عينها في العام 2007- كشفت هذه الحقوقية أساليب التعذيب اليومية التي تقترف ضد الصحراويين المناضلين لصالح قضيتهم العادلة، مشيرة أن المعركة اليوم تقع على عائلات هؤلاء الحقوقيين ينفس الشكل الذي كان يطبق ضد الجزائريين في الحقبة الاستعمارية، مشيرة إلى العديد من الاغتصاب الذي يحدث يوميا هناك . لكنها في المقابل أصرت مثلها مثل رفاقها على ذلك الحماس الذي غمرهم بعدما وجدوا كافة الصحراويين القابعين في مناطق اللجوء مصممين أكثر من أي وقت على نفس مبادئ جبهة البوليزاريو الممثل الوحيد للشعب الصحراوي، مشددة بالقول على أن كافة الصحراويين في أماكن اللجوء يودون ويتطلعون إلى تحرير الأرض المحتلة مؤكدة بالقول أيضا ''وما زيارتنا اليوم إلا تأكيد على أن كل الصحراويين هنا وهناك مرتبطون اشد الارتباط بهذه الجبهةس . يشار إلى أن الوفد متكونا في الأول من 11 مناضلا في مجال حقوق الإنسان أقاموا مدة 15 يوما بمخيم اللاجئين الصحراويين ثم التحق بهم المناضل نعمة أسفاري قادما من الأراضي المحتلة. وقد استقبل الوفد بمعية سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بمقر مجلس الأمة من قبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الوطنية بالخارج السيد إبراهيم بولحية. كما تم استقبال الوفد الحقوقي الصحراوي من طرف كل من الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو و مدير نشر يومية المجاهد. ويضم وفد صحراويي الأراضي المحتلة مناضلين كانوا قد أقاموا في السجون المغربية من بينهم سلطانة خية و نعمة أسفاري و ددش سيدي محمد ومحجوبة ولد شيخ و حسن الوالي وحمادة إسماعيل وسكينة جديرو.