ماذا تنتظرون من بلدنا.. أن نخوض الحروب عوضا عنكم. أن نعادي إسرائيل وأنتم تلحسون أقدام الصهاينة؟ يا أستاذة لم قسوتك هكذا، نحن من حقنا أن نبحث عن مصالحنا أم أننا نتصرف مثلكم العرب الذين يتنازلون عن مصالحهم لخدمة أعدائهم. نحن نسعى للدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وهذا مكسب سنكون قد انتصرنا إذا حققناه. نحن لا نسعى إلى اتحاد إسلامي لأننا نعرف جيدا منطق تفكير العرب. فالدول الإسلامية كل واحدة منها تكيد للأخرى كيدا. بلدنا قوة اقتصادية وعلمية، وأنا أستغرب من الإخوة المتدخلين الذين يتجنون على أتاتورك.. أتاتورك رغم أنه علماني لكنه أوصل تركيا إلى ما لم تصل أنتم بلدانكم رغم كونكم تمتلكون البقاع المقدسة. حتى نحن المسلمين نحترم أتاتورك وبالفعل، كما قال أردوغان في إحدى خطاباته: “لابد من تقدير تضحيات أتاتورك وإسهامه لوقوف تركيا على قدميها فجعلت الكثير من الدول تحت جزمتها بينما كان الكل يحفر لها قبرا ويتهيأ لدفنها من بينهم العرب”. وعلى كل، يا أستاذة جيجيكة، أريد أن أقول لك إنني لما قرأت مقالك اعتقدت بأنك تركية، لأن اسم جيجيكة بالتركية يعني زهرة. و وجدت أحد قرائك يشرح معناه فاندهشت لكون المعنى الأمازيغي لاسمك يرادف المعنى بالتركية. المهم أنا أريد أن أعترف لك بشيء.. بأن مقالك ممتاز جدا لأنه بصراحة قليل من الأتراك من يمكنهم أن يكتب عن تركيا بهذا التحليل. وثمة ملاحظة أوردتها حين قلت إن أردوغان عبارة عن أتاتورك معكوسا. المهم نحيط جريدتكم علما أن المقال فيه من التحليل والمعلومات ما استدعى منا نقله إلى نوادي تركية ناطقة باللغة العربية، وحتى أنه قد نترجمه إلى التركية. شكرا لك وأعتقد بأنك فهمت السياسة التركية أكثر من العديد من الأتراك، وفهمت ماذا يريد الاتراك. ونتمنى أن تكتبي مقالا تفيدينا بما يريد العرب.