أجمع المشاركون في الملتقى الدولي الخاص بضحايا الإرهاب والمصالحة الوطنية، على أهمية التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب بعد تمكنها من تخطي مرحلة جد صعبة، وأوصوا بتشكيل لجنة إفريقية لمحاربة الإرهاب، فيما دعا ضحايا الإرهاب رئيس الجمهورية إلى سن قانون أساسي يضمن لهم مزيدا من الحقوق الاجتماعية. اضطرت العديد من المشاركات في الملتقى الدولي الخاص بضحايا الإرهاب والمصالحة الوطنية، الذي انطلق أمس، بفندق الأوراسي، إلى مغادرة القاعة، والالتحاق بمراحيض الفندق وهن يجهشن بالبكاء بعد عرض الشريط الوثائقي الخاص بالمجازر التي ارتكبت في الجزائر خلال العشرية السوداء. وقد أكدت العديد من الضحايا من النساء اللواتي استجوبنهن أنهن متمسكات بميثاق السلم والمصالحة الوطنية، لأنه يبسط الأمن والاستقرار للأجيال القادمة، ويمكنهن من مواصلة الحياة بكرامة، وأكدن أن هناك العديد من النقاط التي يعتبرنها أساسية للتكفل الشامل بوضعيتهن، منها مثلا عدم حرمانهن من المنحة بمجرد زواج ابنة ضحية الإرهاب أو بلوغ الطفل سن الرشد، زيادة إلى تخصيص مناصب عمل لعائلات ضحايا الإرهاب، خاصة تلك التي فقدت الأب الذي كان يعيل العائلة، كما هو الشأن للعديد من العائلات التي تقيم بالأرياف والولايات الداخلية. كما دعت الأرامل ضحايا الإرهاب وزير التضامن الوطني بوضع حد للتحرشات الجنسية التي يتعرضن لها على مستوى بعض المصالح الإدارية بالولايات الداخلية التي يقصدنها من أجل استخراج وثائق أو طلب تسوية بعض المشاكل المتصلة بهن. ومن جهتها أكدت الأمينة الوطنية للمنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب، فاطمة الزهراء فليسي، أن ضحايا الإرهاب مستعدون لطي صفحة الماضي لكن لا يعني ذلك بأي حال من الأحوال تمزيقها، مشيرة إلى أن هناك بعض الأمور لا يمكن أن يكون بشأنها تنازلات، إذ هناك أطراف لن تقدم أي تنازلات. ودعا ممثل الاتحاد الإفريقي، جونسون كونث، الدول المعنية بظاهرة الإرهاب إلى الاقتداء بالتجربة الجزائرية، واستخلاص العبر والدروس منها، وهذا بإجراء مقارنة بسيطة بين حجم الخسائر البشرية والمادية التي كانت تسجل خلال سنوات الإرهاب والآن. واقترح المتحدث على البلدان الإفريقية تشكيل لجنة إقليمية تصاغ في إطارها التوصيات والاستراتيجيات الخاصة بمكافحة الإرهاب في المنطقة، خاصة وأن الإرهاب عطل كثيرا التنمية المحلية في القارة بسبب تشتت الرؤى وعدم الإجماع على نهج موحد. كما ثمن ممثل الأكاديمية الإفريقية لثقافة السلم، بيسط كيفلي سيلاسي، الجهود التي قامت بها الجزائر لنشر الاستقرار والأمن، وأوصى بأهمية إدراج مواد خاصة في المقررات التربوية لتلقين الأطفال ثقافة السلم والأمن وتحصينهم من الأفكار التي يروج لها الإرهابيون من العديد من المنابر.