أكد وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج جمال ولد عباس، أمس، أن قطاعه صرف لحد الآن 19 مليار دينار لتعويض ضحايا المأساة الوطنية من بين مبلغ 3ر26 مليار دينار تم تخصيصه لهذا الغرض من قبل الحكومة. افتتحت أمس أشغال الملتقى الدولي حول "ضحايا الإرهاب والمصالحة" بادرت بتنظيمه المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب بمشاركة شخصيات على المستوى الوطني والدولي عرفت بالتزامها في خدمة السلم والدفاع عن حقوق الإنسان، حيث يناقش المشاركون في هذا اللقاء --الذي يدوم يومين-- عدة مواضيع أهمها تلقين ثقافة السلم والإسلام والسلم ومكافحة الإرهاب والتعاون الدولي والمصالحة الوطنية. وقد أوضح ولد عباس في تصريح للصحافة على هامش أشغال ملتقى دولي حول ضحايا الإرهاب والمصالحة الوطنية أن جميع ضحايا المأساة الوطنية تحصلوا على تعويضاتهم، قائلا:» لقد صرفنا 19 مليار دينار لتعويض ضحايا المأساة الوطنية من بين مبلغ 3ر26 مليار دينار تم تخصيصه لهذا الغرض من قبل الحكومة«. وأضاف الوزير أنه بفضل إرادة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ومن خلال الميثاق من اجل السلم والمصالحة الوطنية استعادت الجزائر مكانتها على الساحة الدولية، معتبرا أن الجزائر التي جابه شعبها الإرهاب بمفرده خلال فترة التسعينيات هي حاليا تستشار على المستوى الدولي بالنظر إلى تجربتها المميزة في مكافحة الإرهاب. ومن جهتها أشارت رئيسة المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب فاطمة الزهرة فليسي أن منظمتها كانت من بين الذين ساندوا مسعى رئيس الجمهورية نحو المصالحة الوطنية وذلك عن قناعة لأغلبية ضحايا الإرهاب، منوهة بنتائج هذه المصالحة الوطنية التي أصبحت واضحة في جميع الميادين الاقتصادية منها والاجتماعية. ومن جهته، أكد نائب المدير العام بالنيابة لمنظمة اليونسكو تيجاني سيربوس نورييني اليوم الثلاثاء بالجزائر أن سياسة المصالحة المنتهجة في المجتمع تجعل الحقد والخراب يتراجعان ويفسحان المجال أمام ثقافة السلم. وأشار سيربوس نورييني في تدخل له بمناسبة أشغال الملقى الدولي حول ضحايا الإرهاب والمصالحة الوطنية إلى أن موضوع المصالحة الوطنية يعتبر دعوة إلى تجاوز الأحقاد والضغائن ويدفع المجتمع إلى التصالح. وذكر المتدخل بأن منظمة اليونسكو كانت قد بادرت سنة 1989 ببرنامج بعنوان مساهمة اليونسكو في السلم وحقوق الإنسان و لمحاربة كل أشكال التمييز" بغية إحلال السلم بالنسبة للجميع، مبرزا تنظيم هذا الملتقى من طرف المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب يعبر عن الدور الحيوي للمجتمع المدني في رفع التحديات. ومن جهته أكد رئيس لجنة أوروبا-إفريقيا جونسون كينيث الذي تحدث باسم الاتحاد الإفريقي أن إفريقيا تتجند وتطالب بحقها في التكفل بمصيرها، مؤكدا أن الاتحاد الإفريقي يشجع كل الجهود الرامية إلى محاربة الإرهاب مشيدا في هذا الصدد بمبادرة المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب من خلال تنظيمها للملتقى، مضيفا أن العولمة لا ينبغي أن تقتصر على الاقتصاد والمال بل يجب أن تتعداهما إلى الجانب الإنساني والأخلاقي داعيا إلى تعزيز ثقافة السلم عبر العالم عامة وفي إفريقيا بصفة خاصة. بدوره المدير السابق للصندوق الدولي من اجل ترقية الثقافة بيست كيفلي سيلاسي الذي تحدث كممثل فيديريكو مايور ساراغوزا رئيس المؤسسة من أجل ثقافة السلم أشار إلى أن ضحايا الإرهاب هم الذين عليهم رفع أصواتهم عاليا لإدانة الإرهاب و فضاعته، كما انه من خلال هؤلاء الضحايا --يضيف المتدخل-- "تفتح ابواب السلم والمصالحة دون نسيان معاناة الماضي.