أكدت الإحصائيات والأرقام المقدمة بخصوص ضحايا حوادث المرور من قبل الجهات المختصة بأن ما خلفته الطرقات من ضحايا خلال السنة الماضية 2009 أقل بكثير مما خلفته الكوارث الطبيعية التي عاشتها مختلف مناطق الوطن وحسب ما أفادت به خلية الإعلام لجامعة فرحات عباس بسطيف التي تنظم أياما إعلامية انطلاقا من اليوم 10 ماي إلى غاية 12 من الشهر الجاري، بمشاركة مصالح الشرطة والدرك الوطني والحماية المدنية والصحة، فإن حوادث المرور خلفت 4422 قتيل وحدها خلال سنة 2008،، في حين أن مختلف الكوارث الطبيعية بالجزائر، خلفت أقل من ذلك بكثير، منها فيضانات غرداية التي خلفت 29 قتيلا، وكارثة باب الوادي التي خلفت 578 قتيل وإنفلونزا الخنازير التي خلفت 39 وفاة، في حين خلف زلزال بومرداس 2266 قتيل، وعلى هذا الأساس وجب تحرك الجميع ومشاركة الكل من أجل تطويق الظاهرة، وانخراط كل الفاعلين للوقاية منها مادام الأمر يتعلق بعقل وفكر وذهنية وسلوكيات بشر، يمكن تغييرها، بحكم أن أغلب حوادث المرور سببها الإنسان وليست الآلة. ولعل أبرز هذه السلوكيات هي السرعة التي تعد العامل الرئيسي لحوادث المرور، ويكفي أنها تخلف قتيلا كل 3 أيام، بحكم أنها تفقد السيطرة، وتنقص من التركيز الذي يتسبب في 6 جرحى يوميا. وتشير إحصائيات رسمية لمصالح الدرك الوطني أن سنة 2009 عرفت وفاة 125 شخص وجرح 2133 آخرين، وقد كان أغلب المتوفين من جنس الذكور بحوالي 101 ضحية، في حين توفيت خلال الحوادث 24 امرأة، كما تجدر الإشارة إلى أن أغلب الوفيات كان معدل عمرها يتراوح ما بين 20 إلى 24 سنة بوفاة 26 شخصا من الجنسين، ومن 25 إلى 29 سنة بوفاة 20 شخصا، وهو ما يستدعي تسليط الضوء وتهذيب السلوكيات، ومن جانب آخر تشير إحصائيات الثلاثي الأول من سنة 2010 بالمناطق الحضرية وحدها بسطيف، وقوع 8 قتلى و185 جريح وذلك في 169 حادث مرور، وقد تم خلال نفس الثلاثي سحب 8120 رخصة سياقة وتحرير 64 ألف و 881 غرامة بالمناطق الحضرية. ورغم تعديل قانون المرور والإجراءات الردعية المطبقة ضد مخالفيه، إلا أن خطر حوادث المرور لايزال يحصد الأرواح ببلادنا .