مازالت حوادث المرور تصنع الحدث بسطيف خصوصا، وببلادنا على وجه العموم، حيث يتجاوز عدد ضحايا حوادث المرور بكثير عدد ضحايا مختلف الكوارث الطبيعية التي شهدها الوطن. حسب الإحصائيات الرسمية فإن حوادث المرور خلفت سنة 2008، 4422 قتيل لوحدها ، في حين خلفت مختلف الكوارث الطبيعية بالجزائر أقل من ذلك بكثير ومنها كارثة غرداية التي خلفت 29 قتيلا، وكارثة باب الوادي التي خلفت 578 قتيل و إنفلونزا الخنازير التي خلفت 39 قتيلا، في حين خلف زلزال بومدرداس 2266 قتيل، وعلى هذا الأساس وجب تحرك الجميع ومشاركة الكل من أجل تطويق الظاهرة وإنخراط كل الفاعلين للوقاية منها مادام الأمر يتعلق بعقل وفكر وذهنية وسلوكيات بشر يمكن تغييرها، بحكم أن اغلب حوادث المرور سببها الإنسان وليست الآلة، ولعل ابرز هذه السلوكيات هي السرعة التي تعد العامل الرئيسي لحوادث المرور ويكفي أنها تخلف قتيل كل 03 ايام، بحكم أنها تفقد السيطرة، وتنقص من التركيز الذي يتسبب في 06 جرحى يوميا، كما تشير إحصائيات رسمية لمصالح الدرك الوطني أن سنة 2009 عرفت وفاة 125 شخص وجرح 2133 آخرين، وقد كان أغلب المتوفين من جنس الذكور بحوالي 101 ضحية، في حين توفيت خلال الحوادث 24 إمرأة، كما تجدر الإشارة إلى ان أغلب الوفيات كان معدل عمرها يتراوح بين، 20 إلى 24 سنة بوفاة 26 شخصا من الجنسين، ومن 25 إلى 29 سنة بوفاة 20 شخصا، وهو ما يستدعي تسليط الضوء من أجل كبح الجماح، وتهذيب السلوكيات، وفي جانب آخر تشير إحصائيات الثلاثي الأول من سنة 2010 بالمناطق الحضرية لوحدها بسطيف وقوع 08 قتلى و 185 جريحا و ذلك في 169 حادث مرور، وقد تم خلال نفس الثلاثي سحب 8120 رخصة سياقة وتحرير 64 ألف و 881 غرامة بالمناطق الحضرية.ولأن الأرقام باتت مرعبة ، تنظم جامعة فرحات عباس بسطيف إنطلاقا من اليوم 10 ماي وإلى غاية 12 من نفس الشهر أياما إعلامية بمشاركة الدرك الوطني، الشرطة، الصحة، الحماية المدنية وكذا إذاعة سطيف، من أجل الوقاية من حوادث المرور والتحسيس من مخاطرها من خلال إستهداف الطالب الجامعي عن طريق عروض بالصورة والصوت، وشروحات تقدم بعين المكان وغيرها من الوسائط التي يمكن أن تساهم في التحسيس الفعال