لعل فرصة مشاهدة فيلم "خارج عن القانون" تؤكد النظرية المطروحة بشدة هذه الأيام ، وتحث صاحب كل ذي إبداع على ضرورة النهل من أداة السفر والهجرة.. فالجزائري المبدع عندما يكون في أي نقطة أخرى من هذا الكون عدا الجزائر سيكون بخير.. بل وناجحاً وحقيقيا النظرية المؤكدة في الرياضة والتي منحتنا المونديال، ها هي تثبت صحتها أيضا في السينما، فهل هو قدر جزائري أن يكتشف العالم كي يكتشف نفسه..؟؟ في الأدب كذلك عرفت الظاهرة قبل عشرية مضت، وكانت تزكية دور النشر العربية لكاتباتنا تأكيداً خارجياً على جودة إبداعاتهن. وعلى نهجهن لا يزال يسير كل من يريد خرس الأفواه الداخلية. لذا يمكننا أن نقرأ فيلم بوشارب.. ب"خارج عن الجزائر" من ناحية أنه يقدم لنا حفر سياسي وتاريخي حول الحرب التحريرية في فرنسا.. وكذا خطاب الهجرة الإيجابي أيام وجود قضية ما عادلة وتستحق الموت.. اليوم.. وفي زمن لا يستحق فيه الحياة.. لا توجد هناك قضية عادلة سيما للمبدع غير نجاحه، فمن واجبه أن يعرف مناخه جيداً، من غير المعقول أن نزرع حمضيات في مناخ صحراوي ونطالب بثمار عادلة. المناخ هنا غير صالح للإبداع.. لقد غضّت الإيديولوجية طويلاً على الإبداع في هذا الوطن.. ثم صارت الأمور مفضوحة حتى جاء الوئام.. والوئام أيضا يغطي.. لعلكم ترونه في بذخ ثقافي يصدر أصواتا صاخبة من حولنا حتى صرنا لا تسمع بعضنا.. حتى صرنا جميعنا في طابور انتظار بركات الوئام. ماذا يمكن أن نفعل؟؟ صحيح يا عادل لسنا بخير.. هناك طريقتين لا غير.. الأولى أن تنهج طريق ليس يخطأ.. أن تحمل حقيبتك وتكف عن انتظار أقدارك في المحطات الخطأ، كما قالت نسيمة بوصلاح ذات قرار.. أو أن تدخل بيتك أيها الحلزون.. وتعصر إبداعك من حولك سائلا لزجا يمكنك من الحركة الدائرية داخل حرية العمق.. هاجر قويدري