أصحاب مصانع التحويل يضغطون لشراء المنتوج بأبخس الأثمان يواجه منتجو الطماطم بولايات عنابة، سكيكدة والطارف، منذ أسابيع، أزمة حقيقية تهدد، في حال استمرارها، بإفلاسهم وتوقف الكثير منهم عن النشاط، بسبب تماطل أصحاب مصانع التحويل الثلاثة المتواجدة بالمنطقة، في استقبال كامل منتوجهم، مبررين ذلك باكتفاء وحدات التحويل من جهة ونقص علب التغليف من جهة أخرى، الأمر الذي أفرز وضعية جد صعبة للمنتجين، الذين شحنوا منتوجهم وظلوا ينتظرون أمام أبواب المصانع وعلى جنبات الطرقات في طوابير طويلة باللشاحنات والعربات المحملة بمئات الأطنان من الطماطم، تنتظر لأيام تحت الشمس، الأمر الذي يهدد المحصول بالتعفن والتلف، حسب بعض المنتجين. يشاهد العابر للطرقات المحاذية لمصانع التحويل بعنابة والمناطق المجاورة مثل عزابة والطارف، طوابير طويلة للشاحنات والجرارات، تمتد لمئات الأمتار، تنتظر تسليم المنتوج الذي أصبح رهن مزاج ورغبة أصحاب المصانع، الذين ألقوا الكرة في ملعب مصانع إنتاج علب التغليف المعدني التي لم تف حسب تصريحاتهم، بالتزاماتها لتموين وحدات التحويل بالكميات الكافية من علب التغليف المعدني، وهو المبرر الذي رفضه المنتجون الذين اعتبروه واهيا، مشددين علي أن هذه المشكلة مزمنة وتتكرر كل موسم، وأن المسؤولية يتحملها أصحاب المصانع الذين يعرفون مسبقا أن المنتوج من الطماطم سيكون وفيرا مثل كل سنة، لكنهم لا يفعلون شيئا لتزويد وحداتهم بما يكفي من علب التغليف، لافتعال الأزمة التي تمكنهم من الضغط لمساومة وابتزاز المنتجين، بغرض الحصول على المنتوج بأضعف الأثمان، الأمر الذي دفع بالكثير من المنتجين إلى الاستسلام وبيع منتوجهم بأثمان بخسة وصلت إلى 15 دينار للكيلوغرام، خوفا من ضياع المحصول الذي بدأ يتعفن في الحقول والمخازن. لعبة شد الحبل هذه دفعت ببعض المنتجين إلى محاولة تسويق منتوجهم بسوق الاستهلاك المباشر، ما أدى إلى هبوط قياسي للأسعار التي بدأت تتدحرج إلى 30 و25 دينار للكيلوغرام من الطماطم الطازجة ذات النوعية الجيدة، التي ينتظر أن يصل سعرها إلى أقل من عشرة دنانير في الشهرين القادمين. واتهم المنتجون من جهة أخرى، أصحاب المصانع بالتحايل والجشع والسعي للربح على حساب المنتجين والمستهلكين، معتبرين الوضعية الحالية غير منطقية بدليل أن وفرة المحصول وانخفاض الأسعار لم يؤثرا لحد الآن على ثمن الطماطم المصبرة التي ظلت لسنوات تباع للمستهلك بين 60 و75 دينار للعلبة بوزن رطل، و120 للعلبة التي تحوي كيلوغراما من معجون الطماطم، مؤكدين على أن هذه الأسعار غير معقولة، بالنظر لسعر الطماطم الطازجة الذي لا يتجاوز في أغلب الأحيان العشرة دنانير، وفي بعض الأحيان يصل إلى ثلاثة دنانير عند التسليم لمصانع التحويل خلال شهري جويلية وأوت. واستنكر المنتجون هذه الوضعية التي أصبحت لا تطاق، حسب تأكيدهم، وتهدد باختفاء زراعة الطماطم بشرق البلاد، بسبب المشاكل العويصة التي يواجهها أغلبهم، لتسديد مستحقات وتكلفة الإنتاج المرتفعة مقارنة بالأرباح الهزيلة التي يجنونها، والتي تذهب في شراء الأسمدة والمبيدات للتحضير للموسم القادم، غير المؤكد للكثير منهم الذين يرزحون تحت ديون تهدد بتوقف غالبيتهم عن النشاط.