صنف المؤرخ والباحث، محمد القورصو، ردود الأفعال الفرنسية على فيلم ”الخارجون عن القانون” للمخرج رشيد بوشارب، في خانة النكران وعدم تقبل فرنسا الاستعمارية لحقيقتها، واعتبرها شهادة حية عن خوف باريس من مشاهدة تاريخها والممارسات الهمجية والبربرية التي قامت بها فرنسا الاستدمارية خلال فترة احتلالها للجزائر. وأوضح، أول أمس، محمد القورصو، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الاحتجاجات والتجمعات التي قام بها الحركى، قدامى المحاربين الفرنسيين، الأقدام السوداء ونواب حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية أمام قصر ”كان”، يوم عرض فيلم ”الخارجون عن القانون” يوم الجمعة، تعتبر ردود أفعال أولوية، مضيفا أن الحكومة الفرنسية اليوم، ترفض مشاهدة صورتها الحقيقية، والإطلاع على الممارسات التي اقترفها المستعمر الفرنسي خلال الفترة الممتدة من سنة 1830 إلى غاية 1962، خاصة مجازر 8 ماي 1945، التي تكشف قمة الدموية والبشاعة ضد الإنسانية بكل المقاييس. واغتنم الرئيس السابق لجمعية 8 ماي 1945، محمد القورصو، فرصة حديثه لتجديد ندائه للحكومة الفرنسية، الداعي إلى ضرورة الاعتراف بجرائمها المرتكبة خلال الحقبة الاستعمارية بالجزائر وتعويض الشعب عما لحق به من أضرار لازال يعاني منها إلى غاية اليوم. وساق المؤرخ صورة عن التناقض الذي تكرسه فرنسا حين تتحدث عن حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية وتمارس في نفس الوقت القمع ضد الأبرياء، وزهق الآلاف من أرواح الجزائريين، خرجوا في مظاهرات سلمية للمطالبة بالحرية والاستقلال الذي وعدت به فرنسا في حالة انتصارها على النازية خلال الحرب العالمية الثانية. وفي تعليقه على الاحتجاجات التي قام بها بعض نواب اليمين المتطرف أمام قصر” كان” يوم برمجة عرض الفيلم، قال محمد القورصو إن الجزائريين تعودوا على لاءات باريس ورفض ساستها مواجهة الحقيقة، موضحا أنه كان من الأفضل والأجدر بهؤلاء الفرنسيين مشاهدة الفيلم أولا وليس القيام بثورة قبل مشاهدتهم له.