كشف أمس المشاركون في لقاء الأمن الفكري ببسكرة تواطؤ الإعلام الغربي والعربي، المدعوم من لوبيات أجنبية، في الترويج للأفكار التكفيرية المتطرفة بالمغرب العربي. ودعا البيان الختامي للملتقى إلى الإسراع في التأسيس لفضاءات تفكير وتشاور ونقاشات تعري فضائح التيار التكفيري الذي يروج للإرهاب. وأجمع المشاركون على أن الملتقى يدخل ضمن مساع جزائرية لوضع حد لأي تدخل أجنبي فكري بالمنطقة المغاربية يمهد للتدخل السياسي والعسكري. أثار أمس المشاركون في اليوم الأخير من ملتقى الأمن الفكري بالمغرب العربي، إلى أن أكبر عامل لترويج التيار التكفيري في عقول شباب المنطقة المغاربية هو انزلاق الإعلام الغربي ومعه الإعلام العربي الثقيل الموالي له، ممثلا في الفضاءات العربية التي تمادت لسبب أو لآخر في فتح منابر لدعاة التيار التكفيري الذي روج للإرهاب ببعض مناطق المغرب العربي، أهمها الجزائر، حيث سارعت فضاءات غربية وعربية إلى فتح منابرها لبعض الدمويين، كما جعل الإعلام الأجنبي وعلى رأسه الفرنسي والأمريكي، مأساة الجزائر خلال سنوات التسعينات آنذاك مادة إعلامية دسمة، والأكثر من ذلك لا يزال هذا الإعلام يروج للفكر الديني التطرفي. وخلص الملتقى في بيان ختامي إلى ضرورة توحيد المرجعيات الدينية بالمغرب العربي لسد منافذ الفتاوى المستوردة التي تحرض على الجهاد والتمرد على أن تستهدف من ذلك فسح المجال أمام التدخل الأجنبي بغطاء عسكري لمصالح اقتصادية بالمنطقة. كما دعا البيان إلى ضرورة الإسراع في التأسيس لفضاء مغاربي يتولى التشاور والتنسيق في المسائل الدينية المتعلقة بالحياة اليومية للمواطنين وهي المؤسسة التي تسند إليها تعرية الإرهاب وأهدافه وإبراز المرجعية الدينية للمغرب العربي. كما أفاد نفس البيان بأن الأمن الفكري الذي تنشده الجزائر لتحقيق أمن وسلام عالميين ليس مصادرة للأفكار الحرة بل هو تأكيد لحرية الرأي مع احترام ثوابت الأمة، بتأمين المجتمع من انزلاقات الإرهاب واختراقات الأفكار الغربية التطرفية، مضيفا أنه يتوجب على المنظومة التربوية بالمنطقة إدراج الأمن الفكري في مناهج التربية والتعليم، مع الابتعاد عن نشر وتأجيج الخلافات المذهبية بالمغرب العربي الكبير إلى جانب فتح قنوات إعلامية تساهم في الترويج للأمن الفكري. وتأكد من خلال الملتقى أن الجزائر تواصل المزيد من الجهود الفكرية الموازية للدور الأمني والدبلوماسي بالمنطقة المغاربية، من أجل لوضع حد لأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي الذي وضعته هذه الأخيرة ضمن أجندته الخارجية. مبعوث الفجر إلى بسكرة: رشيد حمادو