نفى المتدخلون في أشغال الملتقى المغاربي للأمن الفكري أن يكون الإرهابيون والمتطرفون من خريجي المدارس القرآنية والزوايا الجزائرية، فيما أكد الدكتور الزبيري أن الجامعة الجزائرية لم تعد قادرة على تحقيق أمن فكري يقي شر التطرف، وسط عالم تتحكم فيه رياح العولمة. تناول أمس المتدخلون في أشغال اليوم الثاني من ملتقى الأمن الفكري ببسكرة بالدراسة والتحليل موضوع الإرهاب إشكالية ساهم في بروزها التطرف الفكري والتيار التكفيري، المدعوم من أجهزة غربية، تهدف إلى زعزعة استقرار منطقة المغرب العربي وإفريقيا، ومن ثمة تعبيد الطريق لاستنزاف خيراتها الطبيعية. وأبرز الدكتور محمد بن بريكة في ذات السياق أن مختلف البحوث التحقيقية التي أجرتها المصالح المختصة، كشفت براءة المدارس والزوايا الجزائرية من الإرهاب، وقال: ”لا وجود لإرهابي واحد خريج مدرسة دينية أو زاوية جزائرية”، ما يؤكد أن الإرهاب الذي عانت من ويلاته الجزائر سنوات التسعينيات، تتحمل مسؤوليته الفتاوى الأجنبية المستوردة، بالإضافة إلى استعانة بقايا التنظيمات الإرهابية بالعناصر الأجنبية، بعدما فشلت في تجنيد عناصر محلية، مضيفا أن حملات التصدي والتوعية التي أدتها المساجد والزوايا، إلى جانب ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، ساهمت بشكل كبير في تجنيب الشباب الاهتمام بالفتاوى التكفيرية وحافظت على الفئة من الضياع وسط همجية الإرهاب.
من جهة أخرى، أكد الدكتور العربي زبيري أن الجامعة الجزائرية لم تعد قادرة على تحقيق أمن فكري يقي المجتمع شر الفتاوى والأفكار المتطرفة المستوردة التي تصب عبر وسائط متعددة بفعل رياح التكنولوجيا والعولمة، ودعا إلى ضرورة تجنيد الجامعة والمدرسة للوقاية والحد من مخاطر الفتاوى المستوردة.