من النُّكت المعبّرة التي أطلقت على الانتخابات في الجزائر هي أن أحد رؤساء البلديات قال لناخبي بلدته: أنا ترأست البلدية وعملت خلال العهدة الفائتة لحسابي.. وإذا أعدتم انتخابي ثانية فسأعمل لحسابكم! أما إذا انتخبتم غيري فسيعمل على أن يفعل ما فعلت أنا في العهدة الأولى! لهذا أقول لكم ولمصلحتكم: أنا أفضل من غيري! وبالأمس سمعت مرشحا في دولة عربية يقول لناخبيه: الأفضل لكم أن تنتخبوني بأصواتكم وأنجح بإرادتكم خير لكم من دفعي إلى استعمال وسائل أخرى أنتم تعرفونها وأنجح رغم أنفكم.. وعندها يكون لا فضل لكم في نجاحي! وشاهدت "سبوطا" إشهاريا في دولة عربية يدعو الأغلبية العازفة عن الانتخاب إلى الانتخابات! ولكن قدمت هذه الدعوة بطريقة مضحكة تناسب حالة الانتخاب في ظل الطوارئ! فقدمت الأغلبية العازفة عن الانتخاب في صورة شخص يحقق معه ضابط شرطة ويحاول استنطاقه بكل الوسائل! وفي النهاية ينفجر المستنطق في وجه الضابط المستوجب له سأنتخب! هذا هو وضع الديمقراطية ووضع الانتخابات في جمهوريات العرب الوراثية! وجمهوريات الانتخاب بالتزوير! وفي جمهوريات الحكم بحالة الاستثناء الذي أصبح قاعدة في الحكم في هذه الجمهوريات! أليست المملكات الوراثية في أرض العرب أفضل حالا من حيث الديمقراطية من جمهوريات التوريث بالفساد والتزوير؟! فالمملكات الوراثية - على الأقل - لا تبدد المال العام في انتخابات لا معنى لها! انتخابات محسوبة النتائج مسبقا.. انتخابات إجراؤها مثل عدم إجرائها من حيث نوعية النتائج! حتى بات يقال بملء الفم في جمهوريات التزوير: إن قوة السلطة في هذه الدول تحدد بقدرتها الفائقة وبراعتها في عملية تزوير الانتخابات بدون اكتشافها! ووصل الأمر إلى حد تزوير المرشحين وليس تزوير الناخبين فقط!