سلمت ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا رسالة من رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي تتضمن فحوى الاتفاق الذي توصلت اليه بلاده مع كل من تركيا والبرازيل قبل اسبوع لمبادلة كمية من اليورانيوم الايراني المنخفض التخصيب بالوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعل ايراني مخصص للاغراض المدنية. ونقلت محطة تلفزيون العالم الايرانية الناطقة بالعربية وصف صالحي للاتفاق حسب ما ورد في رسالته الى الامين العام للوكالة يوكيا امانو بانه خطوة كبيرة الى الامام لتخفيف التوتر الذي يلف الملف النووي الايراني. ولم يصدر عن الوكالة حتى الان اي موقف. وتزامن الاعلان عن ذلك تأكيد ممثل ايران لدى الوكالة علي اصغر سلطانية بان الاتفاق لا يمنع بلاده من الاستمرار في تخصيب اليورانيوم الى درجة 20 بالمائة وهذا ما تراه الدول الغربية بانه لن يساعد في تبديد مخاوفها من نوايا طهران الحقيقية. يذكر ان من بين بنود الاتفاق الذي تم التوصل اليه في طهران بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا والايراني محمود احمدي نجاد قيام طهران بابلاغ موافقتها على صفقة التبادل خلال اسبوع من ابرام الاتفاق. وكانت الدول الثلاث قد وقعت الاثنين الماضي على صفقة وافقت ايران فيها على ارسال 1200 كيلو غرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى تركيا مقابل تسليمها وقودا نوويا لتشغيل مفاعل نووي مخصص للاغراض الطبية. وترى الدول الغربية ان الاتفاق الذي عرضته الوكالة على ايران قبل 7 اشهر لمبادلة نحو ثلاثة ارباع اليورانيوم الايراني بالوقود النووي قد تجاوزته الزمن بسبب التطورات اللاحقة التي طرأت على الملف النووي الايراني مثل زيادة ايران وتيرة تخصيب اليورانيوم الى درجة 20 بالمائة وتطور موقفي روسيا والصين من فرض عقوبات جديدة على طهران. واشارت وكالة انباء فارس الايرانية شبه الرسمية ان الخطوة التالية ستكون اجراء مفاوضات تفصيلية بين الوكالة وايران حول تبادل اليورانيوم بالوقود النووي تؤدي في النهاية الى توقيع اتفاق بين الطرفين. وقالت الوكالة ان طهران تتوقع ردا ايجابيا من جانب مجموعة فيينا التي تضم كلا ايرانوروسيا وفرنسا والولايات المتحدة وهي الاطراف التي لها علاقة بالعرض الذي قدمته الوكالة لايران لمبادلة اليورانيوم بالوقود النووي. وكان العرض يتضمن شحن اليوارنيوم الايراني الى روسيا وفرنسا لتحويله الى وقود نووي واعادته الى ايرانبعد عام وقد وافقت ايران مبدئيا على العرض لكن ظل موضوع مكان اجراء التبادل حجرة عثرى وتم تجاوز هذه المشكلة في الاتفاق الثلاثي حيث سيتم تخزين اليورانيوم الايراني في الاراضي التركية لمبادلته بالوقود النووي. وسيقى اليورانيوم تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويكون ملكا لايران ومن حقها طلب اعادته في اي وقت الى حين استلامها الوقود النووي. وكان الرئيس الامريكي، باراك أوباما، قد تعهد الاسبوع الماضي بالمضي قدما في متابعة ملف العقوبات الجديدة ضد ايران على الرغم من الاتفاق الثلاثي. وقال اوباما في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان الخطوات الايرانية تظل دون مستوى بناء الثقة. وذكر بيان صادر عن البيت الابيض ان الرئيس اوباما اجرى محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء اردوغان، ثمن فيها الجهود التي تبذلها تركيا والبرازيل في الملف النووي الايراني.