صادق مجلس الأمن الدولي أمس على مشروع لائحة جديدة تقضي بإنزال عقوبات مشددة على إيران في محاولة لإرغامها على وقف أنشطتها النووية وإعطاء ضمانات للمجموعة الدولية على الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي. وجاءت العقوبات الأممية الجديدة ضمن ما سمي بالسلسلة الرابعة لهذه العقوبات والتي شرع في فرضها منذ سنة 2006 ضمن بنود لائحة جديدة حملت رقم 1929 والتي سبق للإدارة الأمريكية أن صاغت خطوطها العريضة وأيدتها في ذلك كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وحازت في النهاية على مصادقة 12 دولة في مجلس الأمن واعتراض دولتين وامتناع دولة واحدة عن التصويت. وكما كان متوقعا فقد انضمت روسيا والصين إلى الموقف الأمريكي وصوتت لصالح هذه اللائحة بينما عارضت تركيا والبرازيل اللائحة الجديدة وامتنعت لبنان عن التصويت. وحسب مصادر أممية فإن مضمون اللائحة الجديدة وسع من قائمة العقوبات التي سبق لمجلس الأمن أن صادق عليها لثلاث مرات منذ مارس 2006 ومارس2007 ومارس .2008 ويمنع على إيران بمقتضى بنود اللائحة 1929 من القيام بأية استثمارات في الخارج في قطاعات حساسة مثل مناجم اليورانيوم وتعريض سفنها التجارية لعمليات تفتيش في أعالي البحار بمبرر منع تهريب أسلحة أو مواد تدخل في إطار برنامجها النووي وهي العمليات التي كانت قبل هذا التاريخ تتم فقط في موانئ رسوها. كما تضمنت اللائحة أيضا منع تصدير أسلحة متطورة لإيران ومنها بعض أنواع الدبابات وإضافة قائمة اسمية جديدة لشخصيات وبنوك إيرانية تمنع من الآن فصاعدا من إبرام أية صفقات تجارية في الخارج وتجميد ودائعها المالية في بنوك أجنبية ومنع هذه الشخصيات من السفر إلى خارج الحدود الإيرانية. وفي رد فعل على هذه العقوبات قال الوزير الأول الروسي فلاديمير بوتين أمس أن العقوبات الأممية الجديدة على إيران سوف لن تكون ذات فائدة وعديمة الفعالية لإنهاء الأزمة النووية الإيرانية. وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الذي توقع مثل هذه العقوبات هدد بقطع أية مفاوضات مستقبلية حول ملف بلاده النووي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع دول مجموعة الخمسة زائد واحد التي تضم ألمانيا والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وجاءت المصادقة على لائحة مجلس الأمن الجديدة ساعات بعد أن سلمت كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا ردودها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية على اقتراحات إيران بشأن تبادل الوقود النووي. وقال مصدر دبلوماسي بالعاصمة النمساوية أن مدير الوكالة يوكيا أمانو التقى مندوبي الدول الثلاث الذين قدموا له الردود الرسمية بشأن الاتفاق. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد صرح في اسطمبول أمس على هامش مؤتمر منظمة التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا الذي اختتمت أشغاله أمس أن اتفاق التبادل النووي ''فرصة لن تتكرر''. وقال إنه يتعين على الدول الغربية ''أن تحسن استغلال (الاتفاق) لأن الفرص لا تتكرر'' مشيرا إلى أن إيران مستعدة دائما للحوار في إطار الاحترام والعدالة. وبموجب الاتفاقية التي وقعها وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ونظيراه الإيراني منوشهر متكي والبرازيلي كيلسو امورين تلتزم إيران بتسليم 1200 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 5,3 في المائة إلى تركيا مقابل حصولها على وقود مشبع بنسبة 20 في المائة لاستخدامه في تشغيل مفاعل بحث نووي.