صوت مجلس الأمن الدولي أمس، على جولة رابعة من العقوبات على إيران وصفتها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بأنها كانت الاشد التي تواجهها طهران بسبب برنامجها النووي، فيما تفرض دولة الاحتلال الإسرائيلي غطرستها في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما بعد ارتكابها مجزرة في حق أسطول الحرية في عرض مياه البحر الإقليمية، ناهيك عن امتلاكها ترسانة نووية قادرة على تدمير الشرق الأوسط عدة مرات، دون أن يحرك مجلس الأمن ساكنا. ونص المشروع الذي قدمته الولاياتالمتحدة في 18 ماي الماضي، على توسيع حظر الأسلحة والإجراءات في حق القطاع المصرفي الإيراني، ومنع طهران من نشاطات حساسة في الخارج، مثل استثمار مناجم يورانيوم وتطوير صواريخ بالستية. كما يحظر بيعها أنواعاً من السلاح، ويحضّ كل الدول الأعضاء على تفتيش الشحنات المتجهة إلى إيران والتي تخرج منها، كما يسمح لها بعمليات تفتيش في البحار، لسفن يُعتقد بأنها تحمل مواد محظورة من إيران أو إليها. من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في تصريحات أدلت بها في كيتو عاصمة الأكوادور المحطة الثانية من جولة تقوم بها في امريكا الجنوبية، أن هذه العقوبات هي الأقسى التي تعرض لها إيران، في اشارة منها إلى منع طهران من تطوير ملفها النووي الذي أضحى هاجسا يقلق الغرب و إسرائيل. في هذه الاثناء، انتقد ممثل إيران لدى الأممالمتحدة محمد خزائي بازدواجية القوى الكبرى في التعاطي مع الملفات الدولية، وندد بمحاولات فرض عقوبات جديدة على بلاده رغم صدور إعلان طهران، حيث أكد أن إعلان طهران يمثل حسن نوايا إيران لحل الموضوع النووي مع الدول الغربية، قائلا :"إن عدم التعاطي مع الإعلان يدل على أن هذه الأطراف تفضل المواجهة"، مشيرا إلى أن إيران ليس أمامها خيار سوى الرد وبالطريقة التي تراها مناسبة. من جانبه، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أن إعلان طهران فرصة لأمريكا وحلفائها يجب الاستفادة منها لأنها لن تتكرر، وأضاف أحمدي نجاد "خلال مؤتمر صحفي باسطنبول على هامش مشاركته في قمة التفاعل واجراءات بناء الثقة في آسيا"، أن التهديد بفرض عقوبات على إيران سيفشل كل فرص الحوار. و في الوقت الذي تصاعدت الهجمات الشرسة الغربية ضد طهران، لصدها من تطوير ملفها النووي، لم يحرك مجلس الأمن ساكنا اتجاه المجزرة الفظيعة التي أرتكبتها إسرائيل في حق القافلة الإنسانية بعرض مياه البحر الإقليمية، و التي أسفرت عن مقتل 20 شخصا و جرح 50 آخرين من المتضامنين مع غزة، فضلا عن امتلاك الاحتلال الإسرائيلي ترسانة نووية تهدد منطقة الشرق الأوسط.