توقعت نقابات التربية أن تتجاوز نسبة النجاح في شهادة البكالوريا لدورة جوان 2010 50 بالمائة، بعد أن وصفت المواضيع المطروحة بالمقبولة على العموم، باستثناء الأخطاء التي حملتها بعض المواضيع، لتطالب بتدخل فوري للوزارة الوصية للنظر في كيفية تعويض آلاف المتضررين الذين راحوا ضحية خلط بعض المواضيع بين الشعب وهو ما يمكن أن يؤدي إلى نتائج وخيمة قد تضر بآلاف الممتحنين. وتحدثت التنظيمات النقابية عن الغش الذي كان سائدا في هذه الدورة داعية إلى محاربتها كما تحارب المخدرات. اعتبر رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، في تصريح ل ”الفجر”، في تقييم له لامتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2010، المواضيع المطروحة بالمتوسطة، ما جعله يتفاءل بخصوص النتائج التي سيحققها المترشحون، قائلا ”إننا ننتظر نتائج حسنة هذا العام وستتعدى نسبتها 50 بالمائة”، ما ينبئ بتجاوز نسبة نجاح الدورة الماضية حيث لم تتجاوز 45.04 بالمائة، التي شهدت حسبه فضائح لا يمكن مقارنتها بما حصل من تجاوزات لهذا العام. وأضاف مزيان قائلا ”إن ذلك لا يعني تناسي سلبيات الدورة الحالية التي عرفت بدورها عدة نقائص”، في إشارة منه في المرتبة الأولى إلى القرار غير المنطقي الصادر عن وزارة التربية الوطنية، الذي أقر بتخصيص 25 تلميذا في قاعة الامتحان، حيث صعب ظروف الحراسة على الأساتذة المؤطرين، زيادة إلى تنامي ظاهرة الغش بين المترشحين، حسب التقارير الأولية التي وصلته من قبل الأساتذة عبر مختلف ولايات الوطن، وبالضبط حول الغش الخارجي، الذي سيتغل فيه الممتحنون فرصة خروجهم المتكرر لقضاء حاجاتهم، لتبادل المعلومات فيما بينهم، رغم الطلبات العديدة ل”السناباست” العددية التي تؤكد على ضرورة محاربة ظاهرة الغش كما تحارب المخدرات، وذلك بمنع أي خروج إلى في الحالات الاستثنائية كالمرض. وتطرق ذات المتحدث إلى الأخطاء التي سجلت في عدد المواضيع المطروحة، خاصة ما تعلق منها بشعبة العلوم التجريبية وبالضبط في مادة الانجليزية، حيث وزعت عليهم وعلى مستوى مركز الإخوة لكحل مواضيع هي في الأصل خاصة بشعبة الآداب واللغات، دون تدارك الخطأ إلا بعد مرور مدة من الزمن، وكان قد خرج أزيد من 20 طالبا، لفشلهم في الإجابة عن الأسئلة، الأمر الذي يستوجب على الوزارة الوصية حسب مزيان، التدخل العاجل للنظر في كيفية تعويض هؤلاء، منتظرا تعليمات الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات في القضية. من جهته، نقل ممثل نقابة ”الكناباست”، بوديبة مسعود، إجماع أساتذة الثانوي على سهولة المواضيع، ما يجعل حظوظ حصول الممتحنين على المعدل المطلوب للنجاح، جد عالية على حد قوله، منتقدا بدوره تخصيص 25 تلميذا في القسم، ما وسع من دائرة الغش. وتحدث عن النقائص المسجلة في الخدمات الخاصة بالأساتذة الحراس، خاصة في التغذية التي اعتمد فيها على الوجبات السريعية غير الصحية، رغم المبالغ المالية المعتبرة المخصصة لذات الغرض، مشيرا في سياق آخر إلى الأجواء غير العادية التي عاشها الأساتذة الذين استدعوا للحراسة بالسجون، حيث وضعوا عدة شكاوى لدى المكتب الوطني ل ”الكنابست”، في انتظار ما ستكشفه التقارير التي طالب هذا الأخير بإعدادها للتحقق من وجود تعديات.