عدا الأخطاء العلمية التي وردت في موضوع امتحان مادة التسيير والاقتصاد التي استدركتها الجهات الوصية، لم يسجل أمس ثاني أيام امتحانات البكالوريا أية مؤاخذات على صعيد طبيعة المواضيع المختارة للامتحان. ومع أن وزارة بن بوزيد قد سارعت عن طريق إرسالها عبر الفاكس تعليمة بتصحيح الخطأ إلا أن هذا لم يمنع من تسجيل ارتباك لدى بعض التلاميذ، الذين خرجوا بعد انقضاء الامتحان وعلامات الخوف بادية على وجوههم، وقالت لنا التلميذة عبير ''لقد شعرت بارتباك شديد و أحسست أن نقاط امتحان مادة التسيير و الاقتصاد ستضيع مني عندما حملت الورقة و أدركت أن ثمة خلط في السؤال حتى عندما صحح الخطأ ظللت على ارتباكي وتوتري'' خاتمة بالقول '' أنا خائفة من أن أكون قد ضيعت نقاط هذه المادة وعسى أن يأخذ الأساتذة الخطأ بعين الاعتبار''. هذا وقد أبرز أغلبية التلاميذ أن الامتحانات كانت سهلة وفي متناول الجميع و أكد لنا التلميذ ''رضا '' من ثانوية عقبة بن نافع بباب الوادي أن امتحان مادة الرياضيات جاء في متناول الجميع خصوصا الذين راجعوا دروسهم لأن وزارة التربية أخذ بعين الاعتبار الدروس التي تم دراستها داخل الأقسام وأضاف زميله '' لقد كان بن بوزيد وفيا عند وعده ونزل عند طلباتنا واختار لنا امتحانات في متناولنا.وأكد أستاذ في مادة الرياضيات أن المواضيع التي اختيرت لامتحان البكالوريا بالنسبة لهذه السنة لم تكن صعبة على القط بل كانت جد سهلة ويستطيع أي تلميذ حتى لو كان مستواه متوسط أن يجيب عنها بسهولة هذا إذا ركز جيدا في الكيفية المناسبة للإجابة على الأسئلة، مشيرا إلى أن بعض التلاميذ يراجعون دروسهم جيدا لكن ساعة الامتحانات يرتبكون ويقدمون إجابات ناقصة ثم يتهمون الأساتذة بإساءته في عملية تصحيح الورقة. بدورها سجلت نقابات التربية نقطة لصالح وزارة بن بوزيد وأكدت في اتصالها ب ''الحوار'' أن المصالح المعنية أحسنت اختيار المواضيع، وأنها أدركت المعايير التي يجب أن تعتمدها حتى يتسنى لكل التلاميذ منهم متوسطي المستوى تناول الامتحان على اعتبار البكالوريا امتحانا وليس مسابقة لأجل التوظيف. وقال مزيان مريان رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني أن الخطأ الوحيد الذي سجل في امتحانات البكالوريا كان في مادة التسيير والاقتصاد، لكن الوزارة الوصية استدركته قبل أن يتحول إلى معضلة حقيقية وقبل أن تضيع النقاط من التلاميذ، مؤكدا أن كل النصوص التي اختيرت لمواضيع امتحانات البكالوريا كانت في متناول جميع التلاميذ وكانت موجهة لتلاميذ المستوى المتوسط وهذا ما يعني يقول مريان '' أن الوزارة قد أدركت المقاييس التي يجب أن تعتمدها في إعداد مواضيع امتحانات البكالوريا لأنها قبل كل شيء هي امتحان وليست مسابقة لأجل التوظيف''. وهو انطباع الأستاذ محمد سي يوسف ممثل ''السناباست'' بأن امتحانات شهادة البكالوريا جاءت هذه السنة في متناول جميع التلاميذ حتى منهم ذوي المستوى المتوسط وأن الوزارة قد أصابت أخير في اختيارها لطبيعة الأسئلة المطروحة على التلاميذ''.