اتخذت نهائيات كأس العالم 2010 بعدا اقتصاديا تستغله كل الشركات بمختلف منتجاتها وخدماتها، لتجاوز الأزمة المالية العالمية التي عصفت بها، وكذا الترويج لمنتجات جديدة بالمناسبة، فيما تستغل شركات أخرى الفرصة للظهور لأول مرة ليست نهائيات كأس العالم حكرا على لاعبي كرة القدم من أجل الظهور والنجومية، بل يتعدى ذلك الحدود الرياضية، حيث تستغل عدة شركات عالمية الفرصة لتجاوز أزماتها المالية باعتماد الومضات الإشهارية، وأخرى تسعى للظهور لأول مرة باعتماد العروض الترويجية، حيث أن المتتبع للنهائيات التي تُقام بجنوب إفريقيا حاليا، يلاحظ تزاحما على القنوات من أجل بث ومضات إشهارية، وتسابقا على الاتحاديات الكروية لكسب موافقتها في رعاية التظاهرة العالمية، مع الاعتماد على الملصقات والإعلانات بقلب الملاعب التي تحتضن مباريات كأس العالم. وإن كانت “الفيفا” وجنوب إفريقيا من أهم المستفيدين من الناحية الاقتصادية، إلا أن كبريات الشركات العالمية تستفيد أكثر منها تجاريا، كون الترويج لأي منتوج يمتد إلى ما بعد التظاهرة الكروية. وكسب ثقة ورضا الزبون والجماهير الرياضية، يعني التواصل مع الشركة فيما بعد، لاسيما منها الشركات التي كانت إلى وقت قريب تعاني في “أزمة” وهناك من أعلنت إفلاسها، وهي الآن أكبر المشاركين في كأس العالم من الناحية الإشهارية، على غرار صانعي السيارات والبنوك والمصارف المالية. ويقول خبراء الاقتصاد الدوليون والمتتبعون لشؤون الإشهار في كأس العالم، إن الفرصة مواتية لكل الشركات الدولية لإعادة بعث مكانتها التسويقية وكسب ثقة الجماهير الكروية، خصوصا وأن كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم، حيث يتعدى مشاهدوها وعشاقها 60 بالمئة من سكان الكرة الأرضية، بحسب دراسات لمكاتب مختصة في الإشهار والرياضة، وبالتالي يؤكد الخبراء أن الفرصة لن تعوّض بالنسبة للشركات من أجل تجاوز الأزمة العالمية، وإعادة الاستقرار للاقتصاد الدولي، لوجود نشاط في حركية الأموال على مستوى المؤسسات المالية والبورصات العالمية.