تفاصيل قضية بشعة وثيرة كشفت خيوطها محكمة الجنايات بمجلس قضاء المسيلة، ارتكبها شبان في حق كهل، طمعا في أموال بالعملة الصعبة، غير أن الذي عثروا عليه في مسكن الضحية لم يتجاوز 18 ألف دينار، تاركين الضحية يغرق في دمائه ليلفظ أنفاسه. وقائع هذه القضية المروعة التي عاشتها مدينة عين الملح بالمسيلة، تعود إلى شهر جوان سنة 2008 بحي البساتين، أين تم اكتشاف جثة الضحية بمسكنه من طرف أحد الأقارب، وهو مقيد اليدين والرجلين، وعلى فمه وعينيه وأذنيه شريط لاصق، حيث تدخلت وقتها مصالح الأمن وباشرت سلسلة من التحريات للتعرف على الجناة الذين تم الكشف عن هوياتهم من طرف شخص مجهول اتصل هاتفيا بذات المصالح، التي استطاعت توقيف المتهم الأول الذي صرح بأنه ارتكب الجريمة رفقة شخصين آخرين، وقاموا بالتخطيط لسرقة الضحية بعد أن أخبرهم شريكهم الثالث بأن الضحية متقاعد ويتقاضى تقاعده بالعملة الصعبة، ويعيش وحيدا بمسكنه الواقع بجوار مسكن خالته. على هذا الأساس تم الاتفاق على اقتحام المسكن بعد أن وزعوا المهام فيما بينهم، حيث قام أحدهم بخنق الضحية لعدم تمكينه من التحرك والمقاومة، فيما أوكلت للثاني مهمة تقييده وتكبيله من رجليه ويديه بأسلاك معدنية، أما المتهم الثالث فقد كلف بالحراسة خارج المسكن. وبعد الإتفاق والتخطيط الجيد للجريمة، جاءت ساعة التنفيذ، حيث قام المجرمان باقتحام مسكن الضحية بعد أن وضعا أقنعة وقاما بتسلق العمود الكهربائي، ثم صعدا فوق سطح منزل جار الضحية ونزلا عن طريق المرحاض مرورا بخزان المياه الموجود بفناء مسكن الضحية، بعدها قاما بفتح باب المستودع وتهيئته للهرب في حال اكتشاف أمرهم، وبعدها اتجها إلى الباب المؤدي لغرفة نوم الضحية مستعملين مصباحا يدويا، حيث وجدا الضحية نائما فوق السرير فأسرع إليه أحدهم وأمسكه من رقبته ووضع رجله على فخذه حتى لا يتمكن من التحرك، كون الضحية كان ممددا على جنبه، والذي حاول المقاومة، غير أنه لم يستطع ذلك وكان صوته خافتا وغير مسموع ويئن ويردد ( آه آه آه )، وفي تلك اللحظة قام المجرم الثاني بتقييده على مستوى الأيدي والأرجل بالسلك المعدني ثم لفه بشريط لاصق، بعدها قاموا بعملية مسح شاملة بحثا عن الكنز المادي، فلم يعثروا إلا على مبلغ 18 ألف دج مخبأة داخل سترة الضحية، بعدها انهال أحدهم ضربا على الضحية ثم غادروا المكان . الخبرة الطبية التي أجريت للضحية من طرف الطبيب المختص بالمستشفى الجامعي بسطيف، أكدت أنه تعرض إلى جرحين على مستوى الأنف، الأول بعمق 1.5 سم والثاني بعمق 3 سم، إضافة إلى وجود كدمات وكسر على مستوى عروق الرقبة. كما خلصت ذات الخبرة إلى وجود آثار اختناق حاد تسبب في غلق فتحات التنفس أدى إلى وفاة الضحية . وانتهت المحكمة الى إصدار أحكام بالسجن المؤبد في حق متهمين اثنين، فيما أدانت شريكهم الثالث ب 20 سنة سجنا نافذا لارتكابهم جناية تكوين جمعية أشرار، والسرقة المقترنة بظروف الليل والتعدد، والتسلق، والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.