قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة بعقوبة 10 سنوات سجنا نافذا ضد المتورطين في قضية تكوين جمعية أشرار ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وجناية السرقة بحمل سلاح ظاهر لم يكن المدبر الأساسي لهذه الجريمة سوى عامل أجير أراد الاستيلاء على مركبة رب عمله ولو كلفه ذلك قتله، وهو ما جعل النائب العام يشبه خلال مرافعته القضية بحكاية سنمار وجزائه. تفاصيل هذه القضية المثيرة تعود إلى سنة 2006، حين أوهم الجاني، وهو في العقد الثالث والمعروف باسم “دادا”، رب عمله بوجود بستان برتقال بوادي العلايق بولاية البليدة يرغب صاحبه في بيعه بسعر معقول، وهو ما شجع الضحية على مرافقته إلى تلك المزرعة دون أن يدرك ما كان عامله يضمره له. خلال جلسة المحاكمة، أكد الضحية الذي حضر المحاكمة وهو فوق كرسي متحرك متأثرا بالحادثة التي ارتكبها في حقه عامله، أنه يوم الواقعة، توجه مع الجاني إلى حوش “جريبلة”، وفور وصولهما إلى البستان، انفصل عنه المتهم، ولم تكد تمر دقائق حتى هاجمه اثنان من شركائه ليضع أحدهما خنجرا على رقبته ويرشه الآخر بالغاز المسيل للدموع، وهو ما مكنهما من ضربه بوحشية بقضيب حديدي قبل أن يقررا نزع ثيابه وتكبيله ويلقيا عليه حزمة كبيرة من الحطب ويغادرا المكان بكل هدوء، تاركين الضحية يتخبط في دمائه، فاقدا وعيه. وأضاف الضحية أنه حاول عبثا فك قيده، وبقي على تلك الحال قرابة 3 ساعات، قبل أن يلمحه شخص كان يعبر المكان ففك وثاقه، ليتصل بعدها بعناصر الدرك الوطني، التي عممت أوصاف السيارة المسروقة ويتم توقيفها في ذات اليوم، بعد أن وصل المعتدون إلى مشارف منطقة الحوضين بولاية المدية. المتهمون وبعد ضبطهم متلبسين بقيادة السيارة المسروقة، اعترفوا بفعلتهم مؤكدين على دور كل واحد منهم في التخطيط والتنفيذ بعد استدراج الضحية إلى ذلك المكان المعزول والاستيلاء على مركبته ومبلغ مالي كان بحوزته قدر ب15 مليون سنتيم، كان ينوي دفعه عربونا للبستان. وأضاف الجناة أنهم توجهوا بعدها إلى شرشال لبيع السيارة ولما لم يتمكنوا من ذلك، حيث اكتفوا بصرف المبلغ الذي كان بحوزتهم على المأكولات المتنوعة والمشروبات الكحولية، قبل التوجه إلى ولاية المدية في محاولة أخرى للتخلص من السيارة. وبالرغم من محاولة أحد المتهمين تبرئة ذمة صديقيه أمام هيئة المحكمة، التمس النائب العام في حقهم عقوبة 20 سنة، مؤكدا على أن محاولة الإنكار لا تتناسب مع الأقوال السابقة التي جاءت متسلسلة ومتناسقة مع كل ما قاله الضحية، مذكرا بقصة سنمار، حيث أن الضحية بعد إيوائه للمتهم أزيد من 6 سنوات، لم يتوقع منه أن يرد له جميله بالفعل الشنيع، إذ لم يكن يعتبره أجيرا عنده بل كأحد أبنائه. يذكر أن المتهم “دادا” سبق وأن حوكم في نفس القضية ولم يمثل يوم أول أمس للمحاكمة.