أصبح الأغنياء، اليوم، يزاحمون الفقراء في السوق الأسبوعي بمدينة المشرية بولاية النعامة، خاصة الجهة المخصصة لبيع الشيفون، التي تحولت إلى مقصد الكثير من الفقراء والمساكين نظرا لأسعارها المعقولة، الأمر الذي أدى إلى تراجع مبيعات محلات الألبسة الجاهزة ما خلق تذمرا لدى التجار. اعتاد الموظف البسيط والمواطن الفقير عموما على شراء كسوة الشتاء والصيف منذ سنوات بعيدة من السوق الأسبوعية التي تقام كل يوم أربعاء والذي تمتد فيه المعروضات على طول الشارع المؤدي من حي بلخادم رمضان إلى وسط المدينة، حيث تعرض جميع أنواع الملابس بأسعار مقبولة، ومن أجل معرفة سر هذا الإقبال الكبير على جهة الشيفون بالسوق قامت جريدة “الفجر“ باستطلاع آراء الوافدين عليه. يرى “إبراهيم” بأن البضائع التي تباع في الشيفون تفوق كل البضائع التي تباع في الأسواق الأخرى من حيث الجودة والنوعية خصوصا الألبسة الصيفية. من جهة أخرى، يقول عبد الله وهو تجار إن أسواق الملابس المستعملة شهدت في الفترة الماضية إقبالا ملحوظا من أبناء الطبقات الفقيرة والوسطى خصوصا مع بداية كل فصل، وتابع أن الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت الكثير من المواطنين إلى الاعتماد على سوق الشيفون لتأمين بديل معقول عن الملابس الجديدة. ويوضح عبد الله أن تجار الملابس المستعملة في الولايات الساحلية بدأوا يتوجهون إلى فتح محلات في مواقع عدة أو التوسع للوصول إلى أكبر شريحة من الزبائن نتيجة للمنافسة المتصاعدة بينهم بالإضافة إلى منافسة الأسواق الأسبوعية الأخرى، وأشار إلى أن المواطن يبحث في الغالب عن الجودة وليس بالضرورة عن رخص الثمن. أما الآنسة جمعة فتقول “هناك من يبحث عن الموضات الحديثة وهذا هو هدف الميسورين من زبائن الشيفون، أما السعر فهو ثانوي”. وتضيف أنها اعتادت شراء ملابسها من السوق الأسبوعية بحثا عن بضائع ذات جودة عالية وآخر موديل فهي تذهب إلى هذا السوق كل أسبوع وتحديدا يوم الأربعاء باكرا من أجل الحصول على بضاعة جديدة. أما يوسف، وهو أحد تجار الشيفون القادم من وهران، فيقول بأنه يشتري بضاعته من تجار الجملة وبعد ذلك يقوم بترتيبها ثم يرسل البضاعة إلى الغسل والكي قبل عرضها لتكون جذابة، مشيرا إلى أن زبائنه من كل الفئات الاجتماعية. ويرى بعض التجار أن مبيعات محلات الألبسة الجاهزة الجديدة في المدينة تعرف تراجعا ملحوظا بالرغم من استخدام طرق عديدة لإغراء المتسوقين كالتخفيضات مثلا، كما اشتكى هؤلاء التجار من تدني مبيعاتهم منذ أكثر من سنة تقريبا الأمر الذي دفع بالكثير منهم لغلق محلاتهم.